حارس برشلونة البديل.. تشيزني يسرق الأضواء من شتيغن ويقترب من مجد تاريخي في كامب نو
توهج غير مسبوق للحارس البولندي

منذ اللحظة الأولى التي ارتدى فيها البولندي فويتشك تشيزني قميص برشلونة، أصبح حضوره محط أنظار الجميع، ليس فقط كبديل للحارس المصاب مارك أندريه تير شتيغن، بل كقائد حقيقي بين خشبات المرمى، فرض نفسه بثقة مطلقة وجعل من غيابه مستقبلاً أمراً غير مرغوب فيه جماهيريًا.
المشهد بات أكثر وضوحًا مع توالي المباريات، إذ لم يقتصر دور الحارس السابق ليوفنتوس على سد الفراغ، بل تحوّل إلى صخرة يتحطم عندها طموح المهاجمين، وبدأت المطالب الجماهيرية تتعالى لإبقائه الخيار الأول حتى بعد عودة الحارس الألماني من الإصابة.
وبعد 22 لقاء خاضها بقميص البلوجرانا، دون أن يتذوق مرارة الخسارة، أصبح تشيزني الرقم الصعب في تشكيلة المدرب هانزي فليك.
جدير بالذكر أن الفوز في 19 مباراة وتعادل في 3، أرقام تترجم عظمة الأداء وتُثبت أن الحارس الجديد يسير بخطى واثقة نحو تحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ حراس برشلونة، فالفوز الأخير أمام ليغانيس، كان بمثابة تأكيد جديد على ثبات مستواه وصلابة قراره داخل المنطقة.
تشيزني على أبواب رقم أسطوري
ما يقدمه تشيزني لا يُقاس فقط بالأداء اللحظي، بل يُقاس بكونه على مشارف معادلة سجل نادر في تاريخ النادي الكتالوني، إذ بات على بُعد خطوة واحدة من معادلة الرقم التاريخي المسجل باسم الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، الذي لم يتعرض لأي خسارة طوال 23 مباراة متتالية بقميص الفريق.
ومع اقتراب مواجهة الإياب المرتقبة أمام بوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا، تبدو الفرصة مهيأة للحارس البولندي لتخطي هذا الإنجاز وكتابة صفحة جديدة في تاريخ النادي.
ورغم أن الرقم القياسي ما يزال بحوزة الإسباني سيسك فابريغاس بـ30 مباراة متتالية دون خسارة، فإن مشوار تشيزني المتواصل بثقة يُعطي انطباعًا بأنه ليس بعيدًا عن القمة، وحتى الرقم الثاني، المسجل باسم باولينيو بـ25 مباراة، أصبح في متناول اليد، إذا ما واصل الحارس مستوياته المبهرة.
المثير في قصة تشيزني أنه عاد من اعتزال نهائي، ليُبرهن مجددًا على قدرته في الوقوف تحت الأضواء الأوروبية بكل قوة، وها هو اليوم، في موسم استثنائي بكل المقاييس، يُعيد اكتشاف نفسه ويُعيد معه الطموح إلى جماهير كامب نو، التي ترى في هذا الموسم فرصة حقيقية لتحقيق ثلاثية تاريخية، حيث يقف الفريق على قمة الدوري بفارق مؤقت عن ريال مدريد، ويحمل بطاقة العبور إلى نهائي الكأس حيث سيواجه الغريم ذاته، في حين يقترب بخطى ثابتة من نصف نهائي دوري الأبطال.
تشيزني لم يأتِ فقط لحراسة المرمى، بل جاء ليصنع مجده في برشلونة، والمباراة القادمة قد تكون فصلًا جديدًا في قصة تُروى طويلاً داخل جدران الكامب نو.