واشنطن – أعلن مؤسس “سبايس اكس” إيلون ماسك السبت أن صاروخ “ستارشيب” الضخم المصنّع من الشركة سيُطلَق باتجاه المريخ في نهاية عام 2026، محمّلا بروبوت “أوبتيموس” من “تيسلا”، مشيرا إلى إمكان نزول بشر على الكوكب الأحمر بعد بضع سنوات.

وقال ماسك عبر صفحته في منصة “إكس” إن “صاروخ ستارشيب سينطلق باتجاه المريخ في نهاية العام المقبل، محمّلا بروبوت أوبتيموس”، مضيفا “إذا سارت عمليات الهبوط على ما يرام، فقد يبدأ نزول البشر” على المريخ “في أقرب وقت ممكن بحلول عام 2029، مع أنّ سنة 2031 هي الأكثر ترجيحا”.

في عام 2011، قال إيلون ماسك إنه سيضع إنسانًا على سطح المريخ في غضون عشر سنوات. ثم زعم لاحقًا أنه سيرسل بعثة مأهولة بحلول 2024.

واليوم، خفّض طموحاته مرة أخرى، معلنًا عن خطط لإرسال صاروخ “ستارشيب” من “سبيس إكس”، محملًا بأحد روبوتات “أوبتيموس” من “تسلا”، إلى الكوكب الأحمر بحلول نهاية العام المقبل.

ويحتل صاروخ ستارشيب – وهو أكبر صاروخ في العالم – موقعا محوريا في رؤية ماسك طويلة الأمد لاستعمار المريخ.

وتنتظر وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أيضا نسخة مُعدّلة من “ستارشيب” لاستخدامها كمركبة هبوط على القمر ضمن برنامج “أرتيميس” الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر خلال العقد الحالي.

ولكن قبل أن تتمكن “سبايس إكس” من تنفيذ هذه المهام، يتعين عليها أن تُثبت أن المركبة موثوقة وآمنة لنقل الطواقم وقادرة على إنجاز المهمة المعقدة للتزود بالوقود في المدار- وهو أمر بالغ الأهمية للمهام المستقبلية في الفضاء العميق.

سلسلة من الإخفاقات

لكن “سبيس إكس” واجهت انتكاسات هذا الشهر، حيث انفجر أحدث نموذج تجريبي لـ”ستارشيب” بعد دقائق من الإطلاق، عقب انفصال المعزز.

ويُذكر أن “ستارشيب” يتكون من جزأين: المعزز الضخم “سوبر هيفي”، المصمم لدفع الصاروخ إلى الفضاء، والمركبة الفضائية “ستارشيب” التي تحمل الركاب أو الحمولة. وكلاهما مصممان ليكونا قابلين لإعادة الاستخدام، إما عن طريق الهبوط على منصة الإطلاق أو السقوط في المحيط، مستعينين بدافعاتهم الصاروخية للعودة إلى الأرض.

ولكن بعد ثماني دقائق من الإطلاق في السادس من مارس/آذار، أظهرت بيانات البث المباشر لـ”سبيس إكس” أن أربعة من محركات المركبة الستة توقفت عن العمل.

ثم فقدت المرحلة العلوية من الصاروخ السيطرة وبدأت في الدوران العشوائي قبل أن تتحطم، حيث تناثرت أجزاؤها المحترقة في السماء.

وكان هذا الفشل مشابهًا لما حدث في يناير/كانون الثاني، رغم أن الشركة أدخلت عدة تعديلات لمحاولة تجنب التكرار.

وفي بيان رسمي، قالت “سبيس إكس”: “خلال احتراق الصعود، واجهت المركبة تفككًا سريعًا غير مجدول، وتم فقدان الاتصال”. وأضافت أن فريقها بدأ فورًا التنسيق مع مسؤولي السلامة لتنفيذ استجابات الطوارئ المخطط لها مسبقًا، مشيرةً إلى أن “كل رحلة اختبارية توفر دروسًا إضافية لتحسين موثوقية ستارشيب”.

التحدي الآخر: روبوتات “أوبتيموس”

إلى جانب تحديات “ستارشيب”، سيتعين على ماسك أيضًا إثبات أن روبوتاته من نوع “أوبتيموس” قادرة على العمل بشكل مستقل.

فخلال حدث لشركة “تسلا” في أكتوبر/تشرين الأول، ظهرت هذه الروبوتات – التي تبلغ تكلفة الواحد منها 30,000 دولار – وهي تقدم المشروبات وتتفاعل مع الحاضرين. لكن لاحقًا، تبيّن أن الروبوتات لم تكن تعمل بشكل ذاتي، بل كانت تُدار عن بعد بواسطة البشر في مكان آخر داخل القاعة.

مستقبل الرحلات إلى المريخ

بعد انفجار “ستارشيب”، فتحت هيئة الطيران الفيدرالية الأميركية تحقيقًا في الحادث، حيث تم تعليق الرحلات في عدة مطارات بفلوريدا بسبب خطر ما أسمته “سبيس إكس” بـ”السقوط غير المجدول للحطام”.

وبلغت نسبة نجاح إطلاق “ستارشيب” حتى الآن 50 بالمئة فقط، مما يجعل المشروع حاسمًا لكل من “سبيس إكس” ووكالة “ناسا”، التي تعاقدت مع الشركة لاستخدام “ستارشيب” لنقل رواد فضاء إلى القمر.

ورغم هذا، لم يُظهر ماسك أي تراجع عن خططه، فقد ردّ على أحد التعليقات حول الانفجار قائلًا: “اليوم كان مجرد انتكاسة طفيفة. التقدم يُقاس بالزمن. الصاروخ التالي سيكون جاهزًا خلال 4 إلى 6 أسابيع”.

وختم قائلاً: “الصواريخ صعبة”.