كانبرا – وجهت دراسة استرالية حديثة ضربة قوية لاكثر المكملات الرياضية موثوقية، اذ اكدت ان الكرياتيين  قد لا يكون ذا قيمة فعلية للتطور العضلات عند تناوله بالجرعات الموصى بها.

والكرياتين هو مركب طبيعي يتكون من ثلاثة أحماض أمينية: الأرجينين، والغلايسين، والميثيونين. يُنتج بشكل طبيعي في الكبد والكلى والبنكرياس، ويتم تخزينه بشكل أساسي في العضلات على شكل فوسفات الكرياتين، حيث يُستخدم كمصدر سريع للطاقة أثناء الأنشطة البدنية عالية الكثافة، مثل رفع الأثقال والركض السريع.

يُستهلك الكرياتين أيضًا كمكمل غذائي، عادةً على شكل كرياتين مونوهيدرات، لتحسين الأداء الرياضي وزيادة الكتلة العضلية الخالية من الدهون.

ويعمل الكرياتين على تجديد أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP)، وهو المصدر الرئيسي للطاقة في الخلايا، مما يساعد على تحسين قدرة التحمل العضلي، وتعزيز قوة التمارين، وتسريع الاستشفاء العضلي بعد النشاط البدني، او على الأقل هذا ما كنا واثقين منه حتى الان.

وبيّنت الدراسة الجديدة أن الذين يتناولون مكمل الكرياتين الشائع ويمارسون تمارين رفع الأثقال لا يحققون نموًا عضليًا أسرع من أولئك الذين يمارسون التمارين دون هذا المكمل.

 وأجرى باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز (UNSW) تجربة سريرية استمرت 12 أسبوعًا، شملت 54 شخصًا يمارسون تدريبات المقاومة، ولم تجد أي فرق بين من تناولوا المكمل بالجرعات الموصى بها ومن لم يتناولوه.

وأظهرت النتائج أن كلا المجموعتين اكتسبتا في المتوسط كيلوغرامين من الكتلة العضلية الخالية من الدهون خلال فترة التدريب التي تضمنت ثلاث جلسات إشرافية أسبوعيًا.

وقالت الدكتورة ماندي هاغستروم، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن “تناول خمسة غرامات من مكمل الكرياتين يوميًا لا يؤثر على مقدار الكتلة العضلية التي يكتسبها الأشخاص أثناء التدريب”، مشيرة إلى أن الفوائد المنسوبة إلى الكرياتين ربما تم تضخيمها في الدراسات السابقة بسبب مشكلات منهجية.

ويُعد الكرياتين اكثر المكملات الرياضية موثوقة من حيث النتائج كما انه يعتبر رخيصا نسبيا ما يعزز شعبيته في القاعات الرياضية. لكن الدراسة الجديدة أثارت تساؤلات حول تأثيره الحقيقي على نمو العضلات، مشيرة إلى أن الجرعة المتبعة (5 غرامات يوميًا) قد تكون غير كافية لتحقيق الفوائد المرجوة.

وأشار الباحثون إلى أن الدراسات السابقة لم تفصل بين تأثير التمارين وتناول الكرياتين، كما أغفلت إمكانية احتباس السوائل الناتج عن تناوله. لهذا السبب، بدأ المشاركون في هذه الدراسة بتناول الكرياتين قبل أسبوع من بدء التمارين، وذلك لإتاحة الوقت للجسم للاستقرار.

وخلال الأسبوع الأول، اكتسب من تناولوا الكرياتين كتلة عضلية أكبر بقليل من المجموعة الأخرى، لا سيما النساء، لكن هذه الزيادة تراجعت لاحقًا لتصبح متطابقة مع مجموعة التحكم، مما يشير إلى أن الأمر قد يكون مجرد احتباس للسوائل وليس نموًا عضليًا حقيقيًا.

واكتسب المشاركون الذين تناولوا المكملات الغذائية -وخصوصاً النساء- كتلة عضلية دهنية أكبر في الأسبوع الأول. وكان المتوسط ​​أكثر بنحو 1.1 رطل من المجموعة الضابطة.

ولكن سرعان ما تراجعت كتلة العضلات في أجسام المشاركين الذين تناولوا المكملات الغذائية لتتناسب مع مكاسب المجموعة الضابطة.

اكتسبت كلتا المجموعتين من المشاركين متوسطاً يبلغ نحو 4.4 رطل من كتلة الجسم الدهنية خلال البرنامج.

وقالت هاغستروم: “لاحظ الأشخاص الذين تناولوا مكمل الكرياتين تغيرات حتى قبل بدء ممارسة الرياضة، مما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن السبب لم يكن نمواً عضلياً حقيقياً؛ بل ربما كان احتباساً للسوائل”.

وأضافت: “بمجرد أن بدأوا ممارسة الرياضة، لم يلحظوا أي فائدة إضافية من الكرياتين، مما يشير إلى أن 5 غرامات يومياً لا تكفي إذا كنت تتناوله بغرض بناء العضلات”.

واقترح الباحثون أن الجرعات الأعلى، مثل 10 غرامات يوميًا، قد تكون أكثر فعالية، لكن هذا يتطلب مزيدًا من البحث، إلى جانب دراسات أطول لقياس التأثيرات على المدى البعيد.

وتأمل الدراسة في أن تقدم للأشخاص توقعات أكثر واقعية حول مكملات الكرياتين، وتساعد الرياضيين المحترفين على تحديد كيفية استخدامها بفعالية، كما تشجع الباحثين على اعتماد منهجيات أكثر دقة في الدراسات المستقبلية حول المكملات الغذائية.