بغداد – أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن إطلاق العمل التنفيذي في 14 مشروعاً ضمن الحزمة الأولى من مشاريع البنية التحتية وأعمال التأهيل في قضاء سنجار ومناطق سهل نينوى وذلك في خطوة تهدف إلى إعادة الاستقرار والتنمية إلى مناطق محافظة نينوى المتضررة وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة.
وجاء هذا الإعلان جاء بعد سنوات من المعاناة والتدمير الذي تعرضت له المنطقة جراء الهجوم الوحشي لتنظيم داعش الإرهابي الذي اجتاح هذه المناطق في عام 2014..

وتبلغ تكلفة المشاريع المعلن عنها تبلغ 18 مليار دينار، وتشمل تطوير وتأهيل الطرق الرئيسية التي تربط بين النواحي والقرى في المنطقة. ويعد هذا المشروع جزءاً من رؤية الحكومة العراقية لتحفيز عملية الإعمار التي تركز على إعادة بناء المناطق التي تأثرت بشكل كبير من هجمات داعش، وهو ما يعكس التزام الحكومة العراقية بتحقيق الاستقرار وإعادة الحياة إلى طبيعتها في هذه المناطق.
ومنذ اجتياح داعش للأراضي العراقية في عام 2014، شهدت منطقة سنجار في شمال العراق مأساة إنسانية غير مسبوقة، حيث تم تهجير مئات الآلاف من السكان الإيزيديين الذين كانوا يشكلون غالبية السكان في المنطقة. وقد ارتكب التنظيم الإرهابي أبشع الجرائم بحق هؤلاء المدنيين، حيث تم قتل العديد منهم، واحتجاز النساء كسبايا، ودمرت العديد من القرى والمنازل. 
ولا تزال العديد من هذه القرى في حالة دمار كامل، الأمر الذي جعل عودة الأهالي إلى مناطقهم أمراً صعباً بسبب نقص الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والرعاية الصحية.
وعلى الرغم من جهود العراق لتقديم المساعدة الإنسانية للنازحين، إلا أن الأزمة ما زالت قائمة في العديد من المناطق، حيث يواجه المهجرون صعوبات كبيرة في العودة بسبب تهدم منازلهم وفقدان سبل العيش.
وضمن جهودها لتجاوز أزمة اللاجئين والمهجرين، وضعت الحكومة العراقية خطة شاملة لإعادة إعمار المناطق المتضررة، وهي خطة تتضمن مشروعات تنموية تهدف إلى توفير البيئة المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للنازحين إلى مناطقهم الأصلية. الحزمة الأولى من المشاريع التي تم الإعلان عنها ستشمل إصلاح البنى التحتية الأساسية، مثل الطرق، وشبكات المياه والكهرباء، وهو ما سيسهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان العائدين.
من بين المشاريع التي تحدث عنها السوداني، كانت جامعة سنجار، وهو مشروع مهم يهدف إلى تعزيز التعليم في المنطقة وتوفير الفرص التعليمية لشباب سنجار وسهل نينوى. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الحكومة العراقية خطة طارئة لتلبية احتياجات القطاعات الأساسية مثل الصحة والتعليم، مما يساهم في تأهيل المنطقة لتصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
وتعتبر مشاريع إعادة الإعمار في سنجار وسهل نينوى خطوة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة في هذه المناطق حيث تعهدت الحكومة العراقية بأن تكون هذه المشاريع جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد لتحويل هذه المناطق إلى مدن اقتصادية نشطة، توفر فرص عمل وتحسن مستوى المعيشة للسكان. 
ومع الدعم المحلي والدولي، يأمل العراق في أن تتمكن هذه المشاريع من دفع عجلة التنمية، وهو ما سيسهم في تسريع عودة المهجرين وإعادة بناء الثقة بين المجتمع المحلي والحكومة.
ومن خلال هذه المشاريع، يسعى العراق إلى تجاوز الأزمات الإنسانية الناتجة عن العنف والإرهاب، والعمل على بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة في سنجار وسهل نينوى وكذلك في عموم العراق