الصالح نيوز :
الذكاء الاصطناعي يتألق في تعويض المعالجين النفسيين في أولى التجارب
الذكاء الاصطناعي يتألق في تعويض المعالجين النفسيين في أولى التجارب
الصالح نيوز :
الذكاء الاصطناعي يتألق في تعويض المعالجين النفسيين في أولى التجارب
الذكاء الاصطناعي يتألق في تعويض المعالجين النفسيين في أولى التجارب
سواء أحببتها أم كرهتها، اصبجت روبوتات الدردشة الذكية جزءًا ثابتًا من المشهد التكنولوجي. ومع تزايد اعتماد الأفراد على برامج مثل “كلود” و”شات جي بي تي” للمساعدة الشخصية، لم يكن هناك دليل علمي قاطع على مدى فائدتها للصحة النفسية – حتى الآن.
في سابقة بحثية، أجرى باحثون من جامعة “دارتموث” أول تجربة سريرية من نوعها لقياس فعالية روبوتات الدردشة الذكية في دعم الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية، حيث طوّرت الكلية روبوت دردشة خاصًا لهذا الغرض يحمل اسم “ثيرابوت” (Therabot).
شملت الدراسة 106 مشاركين من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، تم تشخيصهم باضطراب الاكتئاب الحاد (MDD) أو اضطراب القلق العام (GAD) أو اضطرابات الأكل. وخضعوا لتجربة سريرية عشوائية استمرت أربعة أسابيع، قبل أن يحصل أفراد المجموعة الضابطة على إمكانية الوصول إلى “ثيرابوت” من الأسبوع الرابع وحتى الأسبوع الثامن.
وعلى عكس روبوتات الدردشة التقليدية مثل “شات جي بي تي”، كان “ثيرابوت” هو المبادر بالتواصل مع المستخدمين، مطلقًا محادثات حول حالتهم المزاجية ومشاعرهم، مما شجعهم على الانخراط في تفاعل أعمق. وفي نهاية التجربة، تم تقييم مستخدمي “ثيرابوت” – والذين لم يكن لدى نحو 75% منهم أي تدخل علاجي آخر خلال تلك الفترة – استنادًا إلى مدى تحسن أعراضهم.
نتائج الدراسة
أظهرت النتائج أن المشاركين الذين يعانون من الاكتئاب سجلوا انخفاضًا في أعراضهم بنسبة 51 بالمئة في المتوسط، مع تحسن واضح في المزاج والرفاهية العامة.
بينما شهد مرضى اضطراب القلق العام انخفاضًا بنسبة 31% في أعراضهم، مما أدى إلى تراجع مستويات القلق لديهم من متوسط إلى خفيف، أو حتى إلى مستوى أدنى من العتبة التشخيصية. أما المشاركون الذين يعانون من اضطرابات الأكل، فقد تحسنت صورة الجسد لديهم بنسبة 19% في المتوسط – وهو إنجاز ملحوظ نظرًا لصعوبة علاج هذا الاضطراب بالوسائل التقليدية.
قال نيكولاس جاكوبسون، الأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة “دارتموث” والمؤلف الرئيسي للدراسة:
“التحسن في الأعراض الذي لاحظناه كان مماثلًا لما نراه في العلاج النفسي التقليدي، مما يشير إلى أن هذا النهج المدعوم بالذكاء الاصطناعي قد يوفر فوائد علاجية ملموسة.”
وأضاف: “لا يمكن لروبوتات الدردشة أن تحل محل الرعاية المباشرة مع المعالجين، لكن عدد المختصين غير كافٍ لتلبية الطلب المتزايد.”
دور روبوتات الدردشة في دعم الصحة النفسية
تعاني خدمات الصحة النفسية من نقص حاد في عدد المعالجين مقارنة بعدد المرضى المحتاجين للدعم، إذ يوجد في الولايات المتحدة معالج نفسي واحد لكل 1,600 شخص يعاني من القلق أو الاكتئاب. ورغم أن روبوتات الدردشة لم تُطوَّر بعد لتقديم علاج نفسي متكامل، إلا أنها توفر وسيلة متاحة على مدار الساعة، مما يسمح للأشخاص بالتواصل وقتما يحتاجون، وهو ما يعزز الثقة في هذه التقنية.
أوضح جاكوبسون أن الدراسة تُظهر إمكانيات “ثيرابوت” كوسيلة داعمة للعلاج التقليدي، قائلًا: “نطمح إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في توفير دعم نفسي لملايين الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى رعاية مباشرة.”
دعم نفسي لملايين الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى رعاية مباشرة.
إذا سبق لك اللجوء إلى روبوت دردشة للحصول على دعم نفسي، فمن المحتمل أنك وجدت فيه راحة فورية. ورغم التطور السريع لهذه التكنولوجيا، يظل خبراء الصحة النفسية حذرين من الاعتماد المفرط عليها.
مخاطر وتحديات الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية
أكد مايكل هاينز، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة “دارتموث” والطبيب النفسي في مركز “دارتموث هيتشكوك” الطبي، على ضرورة التعامل بحذر مع هذه الأدوات، قائلًا: “رغم أن النتائج مشجعة، إلا أن أي روبوت دردشة معتمد على الذكاء الاصطناعي ليس جاهزًا بعد للعمل بشكل مستقل في مجال الصحة النفسية، نظرًا لاحتمالية مواجهته لحالات عالية الخطورة.”
وأضاف: “ما زلنا بحاجة إلى فهم أفضل للمخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق.”
لماذا يختلف “ثيرابوت” عن غيره؟
تم تطوير “ثيرابوت” بالتعاون مع مختصين في علم النفس والطب النفسي ليكون أداة مخصصة لدعم الصحة النفسية. وعلى عكس روبوتات الدردشة التقليدية، قدم للمستخدمين ردودًا مفتوحة تشجعهم على الحديث بعمق أكبر عن مشاعرهم ومخاوفهم. كما تم وضع إجراءات أمان خلال التجربة، حيث كان الروبوت قادرًا على رصد أي مشارك معرض لخطر إيذاء النفس وتقديم روابط مباشرة لخدمات الطوارئ.
بعد انتهاء الأسابيع الأربعة الأولى من التجربة، استمر المشاركون – بمن فيهم المجموعة الضابطة – في استخدام “ثيرابوت” لمدة أربعة أسابيع إضافية، ولكن دون أن يبادر الروبوت بإرسال الأسئلة. ومع ذلك، واصل المستخدمون التفاعل معه، مما يشير إلى أنهم طوروا نوعًا من العلاقة والثقة مع الأداة.
بشكل عام، قضى المستخدمون حوالي ست ساعات في التفاعل مع “ثيرابوت” طوال فترة التجربة، وهو ما يعادل تقريبًا ثماني جلسات علاجية مع معالج نفسي. ولوحظ ارتفاع في معدل الاستخدام خلال الأوقات التي تزداد فيها الأعراض عادةً، مثل ساعات الليل المتأخرة.
فوجئ الباحثون بمدى ارتباط المشاركين بالروبوت، حيث علق جاكوبسون قائلًا: “لم نتوقع أن يتعامل الناس مع البرنامج وكأنه صديق، لكنه كان كذلك بالنسبة للعديد منهم.”
وأضاف: “أعتقد أن الناس وجدوا في الروبوت مساحة آمنة للحديث، لأنه ببساطة لا يصدر أحكامًا عليهم.”
رغم ذلك، لم تتناول الدراسة بشكل مباشر مدى تأثير هذا الجانب العاطفي على تخفيف الأعراض، كما لا يزال الباحثون يحذرون من المخاطر غير المدروسة للاعتماد المفرط على هذه التقنية.
اختتم جاكوبسون حديثه بالإشارة إلى أن هذه النتائج تعادل أفضل ما يمكن تحقيقه في العلاج النفسي التقليدي خلال فترات زمنية أقصر، قائلًا: “نحن نتحدث عن إمكانية تقديم علاج مكافئ لأفضل ما هو متاح في النظام الصحي، ولكن خلال مدد أقصر.”
كما حذر من التوسع غير المدروس في هذا المجال، قائلًا: “الكثير من الشركات دخلت هذا المجال منذ إطلاق ‘شات جي بي تي’، ومن السهل تقديم نموذج أولي يبدو واعدًا للوهلة الأولى، لكن الأمان والفعالية لا يزالان غير مضمونين.”
وأضاف: “هذه واحدة من الحالات التي تتطلب إشرافًا دقيقًا، وقدرتنا على تقديم ذلك هي ما يميزنا في هذا المجال.”
تم نشر الدراسة في مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن: NEJM AI”.
الصالح نيوز :
الذكاء الاصطناعي يتألق في تعويض المعالجين النفسيين في أولى التجارب
الصالح نيوز :
الذكاء الاصطناعي يتألق في تعويض المعالجين النفسيين في أولى التجارب
#الذكاء #الاصطناعي #يتألق #في #تعويض #المعالجين #النفسيين #في #أولى #التجارب
