الرباط – قدّمت المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية المغربي “البيجيدي” إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش جردا بالقوانين المتعلقة بالحماية الاجتماعية التي تم إقرارها خلال الحكومتين اللتين قادهما الحزب الإسلامي، في محاولة استعراضية بدت فاشلة، بينما تؤكد الأرقام أن حكومة أخنوش وجدت في انتظارها تركة ثقلية في العديد من القطاعات.

وتعكس كافة تحركات وأنشطة “البيجيدي” تدشينه دعاية انتخابية مبكرة استعدادا للاستحقاق المقبل، بينما ركّز أمينه العام عبدالإله بنكيران خطاباته الأخيرة على توجيه انتقادات إلى حكومة أخنوش بمناسبة أو من دونها أو مهاجمة وزرائها، ضمن مساعيه المحمومة لترميم شعبية الحزب المنهارة وانفضاض العديد من أنصاره من حوله بعد أن خيب آمالهم.

ويرى متابعون للشأن المغربي أن بنكيران رئيس الحكومة الأسبق خلال الفترة بين 2011 و2017 يتناسى مسؤوليته عن الأزمات التي شهدتها عدة قطاعات بالإضافة إلى إخفاق فريقه الحكومي في معالجة العديد من الملفات الاقتصادية والاجتماعية.

ونفت مجموعة “البيجيدي” النيابية في الرسالة التي قدمتها إلى أخنوش الاثنين ما وصفتها بأنها “مغالطات بكون عدم إصدار الحكومتين السابقتين النصوص القانونية والتنظيمية المرتبطة بتنزيل ورش تعميم الحماية الاجتماعية”، وفق موقع “مدار 21” المغربي. 

وأكدت أن “البرلمان صادق خلال الولايتين الحكوميتين الماضيتين على 9 قوانين مؤطرة للحماية الاجتماعية صدرت كلها بالجريدة الرسمية”.

وخاطبت رئيس الحكومة عزيز أخنوش بالقول “لقد تسلمتم عند تنصيبكم ترسانة قانونية وتنظيمية كبيرة بخصوص تعميم الحماية الاجتماعية والصادرة بالجريدة الرسمية، بالإضافة إلى تقارير عن حصيلة المشاورات الشاقة والطويلة مع الفئات المعنية بالتغطية الصحية”.

وأشارت إلى “الدراسة والمصادقة على المراسيم التي تهم التراجمة والأطباء والأطباء المختصين ودخول 7 مراسيم مسطرة توقيع الوزراء والتي تهم فئات الفنانين وأطباء الأسنان والصيادلة والأشخاص الخاضعين لنظام المساهمة المالية الموحدة والعاملين في المهن شبه الطبية وسائقي سيارات الأجرة، والموثقين والتجار والصناع التقليدين”.

كما لفتت المجموعة إلى “الانتهاء من المشاورات والاتفاق مع فئات الفلاحيين والبياطرة والمهندسيين والطبوغرافيين على نسبة الدخل التي سيحتسب على أساسها أداء المشاركة في صندوق الضمان الاجتماعي، والتي بنيتم عليها في حكومتكم لإصدرار مراسيم أخرى”.

وأوضحت أن “تنزيل هذا الورش انطلق بمدة قبل مجيئ حكومتكم، حيث ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس بالقصر الملكي بفاس، يوم 14 أبريل/نيسان 2021، حفل إطلاق تنزيل مشروع تعميم الحماية الاجتماعية وتوقيع ثلاث اتفاقيات لتعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض الخاص بفئات المهنيين والعمال المستقلين والأشخاص غير الأجراء الذين يزاولون نشاطا خاصا”.

وليست المرة الأولى التي يسعى فيه “البيجدي” إلى التقليل من أهمية الإنجازات التي حققتها حكومة أخنوش في مختلف المجالات، ضمن مساعيه لإثارة الضجيج ولفت الأنظار إلى الحزب الذي يشهد تصدعات داخلية بسبب تفاقم أزماته وعجزه عن إيجاد حلول لمشاكله الناجمة عن الهزيمة المدوية التي تكبدها خلال انتخابات العام 2021.

وينظر إلى خطابات بنكيران على أنها تخلو من أي اقتراحات عملية أو برنامج إصلاحي، باعتباره يركز على انتقاد الحكومة ومهاجمة الخصوم، في إطار دعاية انتخابية مبكرة، مدفوعا برغبته في العودة إلى المشهد السياسي من بوابة الانتخابات المقبلة.

ولطالما أكد رئيس الحكومة الأسبق أن دور حزبه الإسلامي “لم ينته بعد”، معتبرا أنه على مشارف “أبواب مرحلة جديدة”، مشيرا إلى أن “السقوط في الانتخابات الأخيرة “لا يعني أننا خسرنا كل شيء والانطلاق من جديد ليس سهلا لكنه ليس مستحيلا”.