الرباط – تنطلق النسخة المقبلة من رالي “إفريقيا إيكو رايس” يوم 28 ديسمبر/كانون الاول من موناكو الفرنسية، لتصل إلى خط النهاية في العاصمة السنغالية دكار في 12 يناير/كانون 2025، مرورًا عبر الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية كاملة متجاهلة تهديدات جبهة بوليساريو.

واعتمد منظمو الرالي خريطة المغرب كاملة، بما يشمل الصحراء المغربية ومنطقة الكركرات الواقعة على الحدود الجنوبية للمملكة.

والمقترح قوبل سابقًا برفض من جبهة بوليساريو، التي بلغ بها الامر في بعض الدورات السابقة إلى إرسال عناصر من ميليشياتها إلى المنطقة العازلة بالكركرات.

 وتصدت القوات المسلحة الملكية المغربية لهذه التحركات في عملية سلمية نالت إشادة دولية، أعادت من خلالها تأمين المعبر.

ولم تصدر بوليساريو أي تعليق على البرنامج الذي تم نشره على الموقع الرسمي للرالي، علما أنها سبق ووجهت تحذيرات، لمنظمي النسخة الـ15 من الرالي، ملوحة بعواقب مترتبة على ذلك. ومع ذلك، مرّت النسخة السابقة عبر معبر الكركرات في 8 يناير/حزيران 2024 دون أي حوادث تُذكر.

وسيتنافس المشاركون في الرالي على مدار 11 مرحلة تمتد لمسافة 3500 كيلومتر، تشمل المرور عبر الأقاليم الجنوبية للمغرب، قبل الوصول إلى المعبر الحدودي الكركرات، ومنه إلى موريتانيا، وصولًا إلى النهاية في دكار.

تجرى عمليات التدقيق الإداري و الفحص الـتقني يومي 27 و 28 ديسمبر/كانون الثاني 2024 بمدينة فاليكروسيا الساحلية، في شمال إيطاليا و تعطى الانطلاقة الرسمية بموناكو، عاصمة الرياضات الميكانيكية، في أجواء احتفالية مساء يوم 28 ديسمبر/كانون الاول 2024.

وتنتقل بعد ذلك قافلة الرالي عبر البحر الأبيض المتوسط الى المملكة المغربية، حيت ستجرى 5 مراحل متتالية، انطلاقا من طنجة و مرورا عبر مناطق الراشدية ، زاكورة، اسا الزاك، العيون ، وصولا إلى مدينة الداخلة الساحلية التي ستحتضن يوم راحة للمشاركين. قبل التوجه الى موريتانيا حيث تجرى منافسات الأسبوع الثانى من السباق والذي سيتميز هذه السنة بمرحلتين دائريتين، مليئة بالكثبان الرملية.

ثم ينتقل بعد ذلك، المشاركون صوب السينغال، التي ستحتضن المرحلة النهائية للرالي يوم 12 يناير/كانون الثاني 2025، و الذي يختتم على ضفاف البحيرة الوردية التي تعد نقطة النهاية التاريخية للحاق باريس داكار سابقاً.

ويعد الرالي فرصة لتشجيع الشباب على ممارسة هذه الرياضة، وإبراز المؤهلات التي يزخر بها المغرب باعتباره بلدا من بين أفضل بلدان العالم على مستوى تنظيم الراليات.

وتشكل مختلف التظاهرات المنظمة بالمملكة على الدوام مصدر جذب عالمي لكل الأبطال العالميين وممارسي هذه الرياضة بالقارات الخمس.

والصراع بين المغرب وجبهة بوليساريو هو نزاع طويل الأمد نشأ في منتصف القرن العشرين حول إقليم الصحراء المغربية، وهو منطقة غنية بالموارد الطبيعية وموقع استراتيجي على الساحل الأطلسي. تعود جذور القضية إلى حقبة الاستعمار الإسباني للإقليم، حيث طالبت عدة أطراف بالسيادة عليه بعد انسحاب إسبانيا في منتصف السبعينيات.

والمغرب يعتبر الصحراء المغربية جزءًا لا يتجزأ من أراضيه التاريخية، ويستند في ذلك إلى الروابط الثقافية والجغرافية التي تربط الإقليم بالمملكة. أما جبهة بوليساريو، المدعومة من الجزائر، فتطالب بالاستقلال الكامل للإقليم، وقد أعلنت في عام 1976 ما يُعرف بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.

والجهود الدبلوماسية الجارية للدفع بمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية وهو المقترح الذي بات يحظى بدعم كبير دوليا وإقليميا باستثناء قلة لا تزال تتمسك بالطرح الانفصالي تحت عنوان “الحق في تقرير المصير” وهو طرح بدأ يتلاشى بالفعل.