موقع الصالح : 5 قضايا شائكة.. كيف يمكن للرئيس الأمريكى ترامب تغيير وكالة ناسا؟

تبدأ وكالة ناسا عصر جديد مع تولي إدارة ترامب الجديدة زمام الأمور في البيت الأبيض، حيث إن هناك توقعات حول الطريقة التى ستعيد بها سياساتها تشكيل اتجاه وأولويات وكالة ناسا، فضلاً عن قطاع الفضاء الأوسع، ويمكن أن تؤثر التغييرات السريعة على عدد من مجالات الفضاء، مثل مستقبل برنامج أرتميس القمري التابع للوكالة، والصواريخ المفضلة أو الملغاة، ومستويات التمويل لعلوم الأرض والمناخ، وتشغيل وكالة ناسا نفسها.

ووفقا لما ذكره موقع “space”، ستستمر المعارك على مدى الأشهر والسنوات القادمة لتحديد اتجاه ومدى عدد من البرامج والوكالات الأمريكية، مع الدفع والجذب بين الفصائل التي تدعو إلى خفض الميزانية أو تعزيز الإنفاق في المجالات الرئيسية، وفيما يلي بعض القضايا الكبرى والعوامل التي قد تقرر مصيرها.

رحلة البشر إلى القمر أم المريخ؟

تعد إحدى القضايا الكبرى، ذات العواقب المحتملة على اتجاه ناسا، وعلاقات أمريكا مع شركائها الدوليين في الفضاء والجغرافيا السياسيةـ هي مستقبل برنامج أرتميس.

تأخر برنامج أرتميس، الذي أنشأته إدارة ترامب الأولى بهدف إعادة البشر إلى القمر، واستمر في عهد رئاسة بايدن المنتهية ولايته، سنوات عن الموعد المحدد، مع التدقيق المحيط بالتأخيرات والقضايا الفنية.

قال إيلون ماسك، رئيس شركة سبيس إكس، على منصته الاجتماعية X، “نحن ذاهبون مباشرة إلى المريخ، القمر هو إلهاء”.

ومع كل نفوذ ماسك الواضح، قد لا يكون من السهل تغيير وإعادة تعريف اتجاه ناسا، مع وجود الكونجرس الأمريكي الذي له رأي كبير في أي تطورات.

قالت مارسيا سميث، التي لديها 40 عامًا من الخبرة في سياسة الفضاء: “قد تحاول إدارة ترامب الجديدة تخطي القمر والذهاب مباشرة إلى المريخ، لكنني أتوقع أنهم سيواجهون نفس رد الفعل العنيف من الكونجرس كما حدث مع أوباما عندما اقترح ذلك في عام 2010″، مضيفة “يريد الكونجرس برنامجًا من القمر إلى المريخ، وليس أحدهما أو الآخر”.

يعد إسقاط القمر كهدف من شأنه أن يخلف أيضًا عواقب جيوسياسية، حيث تسعى الصين أيضًا إلى إيجاد شركاء لمحطة أبحاث القمر الدولية (ILRS)، وهو برنامج قمري موازٍ ولكنه منفصل تمامًا.

نظام الإطلاق الفضائي

هناك حالة عدم يقين أخرى تتعلق بمستقبل نظام الإطلاق الفضائي (SLS)، الصاروخ الضخم القابل للتصرف من وكالة ناسا لتمكين البعثات القمرية المأهولة.

وتعمل سبيس إكس على تطوير نظام ستارشيب، الذي قد يوفر بديلاً قابلاً لإعادة الاستخدام، لكن التحركات لإلغاء نظام إس إل إس، الذي تعرض لانتقادات بسبب التكاليف غير المستدامة والتأخيرات العديدة ومراقبة الجودة من جانب المقاول الرئيسي بوينج، من المرجح أن تواجه مقاومة.

كما نشر ماسك وجهات نظره بشأن بنية أرتميس، مشيرًا إلى أنها غير فعالة للغاية.

وأوضحت سميث: “قد تحاول الإدارة الجديدة إلغاء نظام إس إل إس، لكنها تحظى بدعم كبير في الكونجرس، الذي أنشأ نظام إس إل إس في المقام الأول في قانون تفويض ناسا لعام 2010”.
وقالت: “أشك بصدق في إلغاء نظام إس إل إس ككل، لكنني لن أتفاجأ إذا تم إنهاء العمل لصالح البدائل التجارية التي لم تكن حتى على لوحات الرسم في عام 2010، لكنها أصبحت متاحة الآن”.

مدير جديد لوكالة ناسا

عين دونالد ترامب رجل الأعمال الملياردير جاريد إسحاقمان لرئاسة وكالة ناسا، وقد شرع إسحاقمان بالفعل في رحلتين فضائيتين تجاريتين باستخدام سبيس إكس وصاروخها فالكون 9 ومركبة دراغون الفضائية، حيث قام بتنظيم وتمويل وقيادة كلا المجهودين.

سيحتاج إسحاقمان إلى ترشيح رسمي ثم الموافقة عليه من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث أفادت سميث أن الترشيح المتوقع قد حظي بالفعل بدعم من الجمهوريين، ولكن ليس بدون انتقادات بشأن تبرعات حملة إسحاقمان السابقة للمرشحين الديمقراطيين.

قوة الفضاء الأمريكية

من المرجح أن تشهد قوة الفضاء الأمريكية، التي أنشأتها إدارة ترامب السابقة في ديسمبر 2019، تغييرات خلال الإدارة الجديدة.

وهي تتخذ من كولورادو مقراً لها حاليًا ولكن يمكن نقلها، ويمكن أن يكون مستوى تمويلها أيضًا قضية نقاش حيث يتم مناقشة الأولويات والتفاصيل في الكونجرس.

علوم المناخ والأرض

ستدور معارك مماثلة حول المناخ وعلوم الأرض، مع حرص إدارة ترامب على الأرجح على خفض التمويل لهذه المساعي، ولكنها تواجه مرة أخرى مقاومة من الكونجرس.

حاولت إدارة ترامب الأولى تقليص برامج علوم الأرض التابعة لوكالة ناسا بشكل حاد، لكن الكونجرس ألغى هذه التخفيضات كل عام.

قالت سميث: “من الصعب قياس مدى ما سيذهب إليه الكونجرس هذه المرة لإنقاذ برامج ناسا، لكن المعركة الأكبر من المرجح أن تكون حول الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي”.
تجري الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أعمالًا وأبحاثًا تتعلق بالطقس والمناخ ومجالات أخرى.