موقع الصالح : مسلسل عقبال عندكوا.. كيف تعامل الناس مع ضعف البصر قبل اختراع النظارات؟

ظهر النجم حسن الرداد فى مسلسل عقبال عندكوا مرتدياً نظارة طبية سميكة وذات شكل كلاسيكى قديم، ليعكس طبيعة الشخصية التى يقدمها، لكن ماذا كان يفعل الناس فى الماضى قبل اختراع النظارات؟

لم يكن البشر فى العصور القديمة يملكون الرفاهية التى نتمتع بها اليوم عندما يتعلق الأمر بتصحيح النظر، قبل اختراع النظارات، كان الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر يضطرون إلى التكيف مع أوضاعهم بطرق بدائية، مستعينين بالوسائل المتاحة لديهم لمواصلة حياتهم اليومية، وعلى الرغم من أن النظارات الحديثة لم تظهر إلا فى القرن الثالث عشر، فإن محاولات تحسين الرؤية تعود إلى قرون طويلة، حيث لجأت بعض الحضارات إلى استخدام العدسات البدائية لتحسين قدرتهم على رؤية الأشياء عن قرب أو بعد، ويستعرض اليوم السابع كيف كان الناس يتعاملون مع ضعف النظر فى الماضى؟ وفقا لما نشرة موقع historyfacts.

مسلسل عقبال عندكوا

التعامل قديمًا مع ضعف النظر

فى العصور البدائية، لم يكن ضعف البصر يمثل عائقًا كبيرًا كما هو الحال اليوم، لأن معظم الأنشطة اليومية لم تكن تعتمد على القراءة أو التعامل مع تفاصيل دقيقة، فالأشخاص الذين كانوا يعانون من ضعف النظر كانوا يجدون لأنفسهم أدوارًا تناسب قدراتهم، مثل الأعمال اليدوية التي لا تحتاج إلى رؤية بعيدة، أو المهام التي تعتمد على الحواس الأخرى كالسمع واللمس، على سبيل المثال، الشخص الذي يعاني من قصر النظر كان يستطيع التركيز على الأعمال الدقيقة مثل النحت أو الحياكة، بينما الشخص الذى يعانى من طول النظر كان يجد صعوبة فى ذلك لكنه قد يكون أكثر قدرة على اكتشاف التهديدات من مسافات بعيدة.

مع تطور الحضارات بدأ الناس يبحثون عن وسائل تساعدهم على تحسين الرؤية، فقد تم العثور على عدسات زجاجية بدائية تعود إلى العصور القديمة، والتي ربما كانت تستخدم لأغراض مختلفة، مثل تكبير الأشياء أو تحسين وضوح الرؤية، ومن الأمثلة الشهيرة على هذه العدسات “عدسة نمرود”، التي اكتُشفت في العراق وتعود إلى العصر الآشوري، يُعتقد أن هذه العدسة كانت تُستخدم لتكبير الأشياء أو حتى في الأغراض العلمية، على الرغم من أن استخدامها الدقيق لا يزال غير مؤكد.

نظارة قديمة

العدسات في الحضارات القديمة

لم تكن الحضارات القديمة غافلة عن أهمية العدسات في تحسين الرؤية، فقد كشفت الحفريات الأثرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط عن عدسات زجاجية وكريستالية تعود إلى العصر البرونزي، كما أظهرت بعض الدراسات أن المصريين القدماء ربما استخدموا وسائل بصرية بدائية للمساعدة في الأعمال الدقيقة، حيث تم العثور على أدوات نحت دقيقة تشير إلى أنهم كانوا يمتلكون طريقة ما لتحسين الرؤية أثناء العمل.

وفي الصين القديمة، تم اكتشاف عدسة بلورية صغيرة في قبر ابن الإمبراطور ليو شيو، الذي عاش في القرن الأول الميلادي، كان الصينيون قد أجروا دراسات حول الضوء والبصريات قبل ذلك بقرون، مما يشير إلى أنهم كانوا على دراية باستخدام العدسات لتحسين الرؤية.

عدسة نظارة

ظهور النظارات الأولى

على الرغم من المحاولات السابقة لتحسين الرؤية، فإن أول ظهور فعلي للنظارات كما نعرفها اليوم كان في إيطاليا، تحديدًا في أواخر القرن الثالث عشر، فقد قام أحد الحرفيين بابتكار أول نظارات باستخدام عدستين مثبتتين على إطار خشبي أو عظمي، مما سمح لمن يعانون من مشاكل في الرؤية بتحسين بصرهم بطريقة فعالة لأول مرة، ومنذ ذلك الحين، تطورت النظارات بشكل كبير حتى أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة ملايين الأشخاص حول العالم.