موقع الصالح : مسلسل أثينا يحذر من فخ الابتزاز الإلكترونى.. كيف تحمي نفسك؟

يُعرض مسلسل أثينا ضمن السباق الدرامي لرمضان 2025، وهو من بطولة ريهام حجاج ونخبة من النجوم، تجسد ريهام دور مراسلة صحفية تتعرض شقيقتها للانتحار بسبب الابتزاز الإلكتروني، مما يدفعها للبحث وراء هذه الجرائم وكشف خباياها، وهو ما يسلط الضوء على مخاطر الابتزاز الإلكتروني وكيفية التصدي له.

 

ما الابتزاز الإلكتروني؟

وفقًا لـ مصطفى الزريقي، استشاري الصحة النفسية، فإن الابتزاز الإلكتروني هو جريمة رقمية يستخدم فيها المبتزون وسائل التكنولوجيا مثل وسائل التواصل الاجتماعي، البريد الإلكتروني، والرسائل النصية لتهديد الضحية بنشر معلومات أو صور أو مقاطع فيديو خاصة بها، مقابل المال أو تنفيذ طلبات معينة. يعتمد المبتز على استغلال مشاعر الخوف والإحراج للسيطرة على الضحية.

 

لا يحدث الابتزاز الإلكتروني فجأة، بل يتم بالتدريج ووفق خطة محكمة، تبدأ أولى مراحله من خلال جمع المعلومات والاستدراج، حيث يستغل المبتزون وسائل التواصل الاجتماعي لاختراق الحسابات أو حتى الاستعانة بمقربين من الضحية للحصول على معلومات حساسة عنها. بعد ذلك، تبدأ مرحلة بناء الثقة، حيث يتقرب المبتز من الضحية بلطف ليجعلها تشعر بالأمان والراحة، فيبدو كشخص يمكن الوثوق به.

 

بمجرد نجاحه في كسب ثقتها، يسعى المبتز إلى الحصول على مادة الابتزاز، سواء عبر برامج التجسس، أو الروابط الوهمية، أو تسجيل محادثات وصور خاصة دون علم الضحية. يلي ذلك مرحلة التهديد والضغط، حيث تبدأ مطالب المبتز بشكل بسيط، ثم تتصاعد تدريجيًا لتتحول إلى تهديدات أكبر وأكثر خطورة. أما المرحلة الأخيرة فهي التحكم وبث الخوف، حيث يستخدم المبتز خوف الضحية من الفضيحة أو العواقب المحتملة لإجبارها على تنفيذ أوامره، مما يجعلها أسيرة دائرة لا تنتهي من الابتزاز.

أنواع الابتزاز الإلكتروني

تختلف أنواع الابتزاز الإلكتروني وفقًا للهدف الذي يسعى المبتز لتحقيقه، الابتزاز المادي هو أحد أشهر أشكاله، حيث يستهدف الحصول على المال مقابل عدم نشر معلومات أو صور خاصة بالضحية، أما الابتزاز الاجتماعي أو الأخلاقي، فيهدف إلى تهديد الضحية بالإضرار بسمعتها أو علاقاتها الاجتماعية، ويستهدف غالبًا الشخصيات العامة والمؤثرين. هناك أيضًا الابتزاز العاطفي أو الجنسي، وهو الأكثر شيوعًا بين المراهقين، حيث يقوم المبتزون بتهديد الضحايا بنشر صور أو مقاطع فيديو ذات طابع حميمي بهدف التحكم بهم.

في بيئات العمل، ينتشر الابتزاز الوظيفي، حيث يهدد المبتز الضحية بمعلومات قد تؤثر على مسيرتها المهنية وعلاقاتها الوظيفية، أما الابتزاز السياسي، فيستهدف شخصيات سياسية أو مسئولين، حيث يتم تهديدهم بنشر معلومات حساسة لتحقيق مكاسب سياسية أو لإجبارهم على اتخاذ قرارات معينة.

أشهر أساليب الابتزاز الإلكتروني

يعتمد المبتزون على عدة طرق للإيقاع بضحاياهم. من أكثر الأساليب شيوعًا التلاعب العاطفي، حيث يتظاهر المبتز بأنه شخص جذاب على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم يبدأ في بناء علاقة وهمية مع الضحية لكسب ثقتها، قبل أن يطلب منها صورًا خاصة أو مقاطع فيديو، ليستخدمها لاحقًا في تهديدها. هناك أيضًا الاختراق وسرقة البيانات، حيث يتم إرسال روابط خبيثة إلى الضحية، والتي بمجرد الضغط عليها، تُمكن المبتز من الوصول إلى بياناتها الحساسة.

بالإضافة إلى ذلك، يلجأ بعض المبتزين إلى انتحال صفة جهات رسمية أو أشخاص معروفين مثل موظفي شركات كبرى، ليزعموا أن الضحية ارتكبت خطأ ما، ويطلبون منها المال لتسوية الأمر، كما أن استغلال وسائل التواصل الاجتماعي يعد من الأساليب الأكثر خطورة، حيث يتم تتبع الضحية عبر بيانات الموقع الجغرافي، أو إرسال روابط خبيثة تُمكن المبتز من اختراق حساباتها بسهولة.

كيفية مواجهة الابتزاز الإلكتروني

لمواجهة الابتزاز الإلكتروني، ينصح الاستشاري النفسي بعدم الاستجابة أو التفاوض مع المبتز، حيث يؤدي ذلك إلى تشجيعه على التمادي في مطالبه، من الضروري أيضًا الاحتفاظ بالأدلة مثل لقطات الشاشة للرسائل والتهديدات، حيث يمكن استخدامها كدليل عند الإبلاغ عن الجريمة.

يُوصى أيضًا بإبلاغ الجهات الأمنية المختصة فورًا، فالتأخير في اتخاذ الخطوات القانونية قد يمنح المبتز فرصة أكبر لمواصلة تهديداته، كما يُنصح بالتحدث مع شخص موثوق للحصول على الدعم النفسي والمعنوي، لأن الضحايا غالبًا ما يشعرون بالخوف والعزلة، ما يجعلهم أكثر عرضة للخضوع للمبتز. بالإضافة إلى ذلك، يجب تأمين الحسابات الإلكترونية من خلال تحديث كلمات المرور بشكل منتظم، واستخدام التحقق الثنائي، وعدم مشاركة أي معلومات حساسة مع أشخاص غير موثوقين.