موقع الصالح : ضعف البصر للرواد المقيمين لفترات طويلة فى الفضاء يهدد رحلات استكشاف المريخ

أبلغ عدد كبير من رواد الفضاء الذين يقضون وقتًا طويلاً على متن محطة الفضاء الدولية (ISS) عن تغييرات في بصرهم، مما أثار مخاوف بشأن مهام الفضاء العميق المستقبلية.

تشير التقارير إلى أن 70% من رواد الفضاء الذين قضوا ما بين ستة إلى اثني عشر شهرًا في الجاذبية الصغرى قد عانوا من تحولات ملحوظة في البصر، تشمل الأعراض المرتبطة بمتلازمة العين العصبية المرتبطة برحلات الفضاء (SANS) تورم العصب البصري وتسطيح الجزء الخلفي من العين وضعف الرؤية.

وتُعزى هذه الظاهرة إلى إعادة توزيع السوائل في الجاذبية الصغرى، مما يزيد الضغط على هياكل العين، بينما يتعافى العديد من رواد الفضاء عند العودة إلى الأرض، إلا أن التأثير طويل المدى لا يزال غير مؤكد، مما يجعله قضية حرجة للمهام الممتدة خارج مدار الأرض المنخفض.

نتائج الدراسة

وبحسب دراسة “الجاذبية الصغرى”، فحص باحثون بقيادة سانتياجو كوستانتينو في جامعة مونتريال 13 رائد فضاء أمضوا من خمسة إلى ستة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية ، وشمل البحث مشاركين من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وكندا، بمتوسط ​​عمر 48 عامًا.

وتم أخذ قياسات العين قبل وبعد رحلات الفضاء، مع التركيز على تصلب العين وضغط العين وسعة النبض العيني، وحددت الدراسة انخفاضًا بنسبة 33 % في تصلب العين وانخفاضًا بنسبة 11% في ضغط العين وانخفاضًا بنسبة 25% في سعة النبض العيني.

كما أظهر بعض رواد الفضاء زيادة في سماكة المشيمية تتجاوز المستويات الطبيعية.

مخاوف بشأن السفر إلى الفضاء لفترات طويلة

وتم رصد متلازمة سانس منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث أبلغ رواد الفضاء الروس على متن محطة مير الفضائية عن أعراض مماثلة ، صنفت وكالة ناسا هذه الحالة رسميًا في عام 2011، ويُعتقد أن تحولات السوائل الجسدية في ظل انعدام الجاذبية هي السبب الرئيسي، على الرغم من أن الآليات الدقيقة لا تزال قيد التحقيق ، ويتم استكشاف التدابير المضادة مثل أجهزة الضغط السلبي والعلاجات الصيدلانية وخطط التغذية المستهدفة للتخفيف من المخاطر.

الحلول المحتملة والبحوث المستقبلية

وبحسب التقارير، تهدف الأبحاث الجارية إلى تحديد رواد الفضاء الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل بصرية خطيرة. وكما ذكر موقع سبيس دوت كوم ، أشار كوستانتينو إلى أن التغيرات في الخصائص الميكانيكية للعين يمكن أن تعمل كعلامات حيوية لـ SANS ، مما قد يساعد في الكشف المبكر والتدخل ، وتواصل وكالات الفضاء إعطاء الأولوية لتطوير استراتيجيات لحماية رؤية رواد الفضاء لمهام الفضاء العميق المستقبلية، بما في ذلك تلك المتجهة إلى المريخ.