موقع الصالح : دراسة الأنظمة منخفضة الكربوهيدرات قد تزيد من الإصابة بسرطان القولون

زادت شعبية الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، مثل نظام الكيتو الغذائي في السنوات الأخيرة، لكن العديد من الخبراء يتساءلون عما إذا كانت التأثيرات الصحية لنظام غذائي أكثر تقييدًا يمكن أن يكون لها عواقب سلبية.

أجرى باحثون من جامعة تورنتو في كندا وفقًا لموقع “medicalnewstoday”، دراسة مؤخرًا لاستكشاف كيفية تأثير الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات على البكتيريا المرتبطة بسرطان القولون والمستقيم.

استخدم الباحثون الفئران في دراستهم وقاموا بدراستها على أنظمة غذائية منخفضة الكربوهيدرات، وطبيعية، وغربية، وسلالات مختلفة من البكتيريا، وركزوا على ما إذا كانت هذه الأنظمة الغذائية تؤثر على بعض البكتيريا وكيف يمكن أن يساهم ذلك في تطور سرطان القولون والمستقيم.

أظهرت نتائج دراستهم أن أحد أنواع البكتيريا القولونية يتأثر سلبًا باتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، ووجد العلماء أن هذا النظام الغذائي يزيد من تطور الزوائد اللحمية، وبعض الزوائد اللحمية لديها القدرة على التطور إلى سرطان القولون والمستقيم، ونشرت الدراسة في مجلة Nature Microbiology .

كيف يمكن لبعض البكتيريا أن تؤدي إلى السرطان؟

سرطان القولون والمستقيم، الذي يحدث في القولون والمستقيم، هو أحد أكثر أنواع السرطانات التي يتم تشخيصها في الولايات المتحدة، يحدث هذا السرطان لدى واحد من كل 24 رجلاً وواحدة من كل 26 امرأة.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ، يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لمرضى سرطان القولون والمستقيم 64.4%، على الرغم من عدم وجود طريقة تضمن الوقاية من سرطان القولون والمستقيم، إلا أن هناك بعض الطرق التي يمكن أن يقلل بها الأشخاص من مخاطر الإصابة به، ومن بين هذه الطرق:

الإقلاع عن التدخين
الحد من تناول الكحول
تناول نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة
الحد من الأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء.

وبما أن الباحثين يشتبهون في أن الاختيارات الغذائية قد تكون مرتبطة بتطور سرطان القولون والمستقيم، فإن الدراسة الجديدة تهدف إلى تحديد ما إذا كانت هناك علاقة بين أنواع معينة من الأنظمة الغذائية جنبًا إلى جنب مع أنواع معينة من البكتيريا.

ركزوا على ثلاث بكتيريا: Bacteroides fragilis ، و Helicobacter hepaticus ، و E. coli ، والتي استخدموها لاستعمار الفئران.

وأوضح الباحثون في ورقة الدراسة أن هذه الكائنات الحية الدقيقة تسبب تلف الحمض النووي في الخلايا الظهارية المعوية إما بشكل مباشر من خلال إنتاج السموم الجينية أو بشكل غير مباشر من خلال تحفيز وسطاء التهابيين يتسببون في تلف الحمض النووي.

ركزت الدراسة على الفئران التي تم تغذيتها على نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات والألياف، ونظام غذائي عادي، ونظام غذائي على النمط الغربي، والذي كان يحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر.

البكتيريا القولونية والنظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات يزيدان من خطر الإصابة بالسرطان

بعد إطعام الفئران أنواعًا محددة من النظام الغذائي لمدة تسعة أسابيع، فحص العلماء تطور الأورام الحميدة ثم قاموا بقياس تطور الأورام الحميدة مرة أخرى في الأسبوع السادس عشر.

من بين البكتيريا والأنظمة الغذائية التي تم اختبارها، أظهر الجمع بين النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات والبكتيريا القولونية فقط إمكانية زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وهذا أمر مهم لأنه وفقًا لمؤلفي الدراسة، فإن البكتيريا القولونية موجودة في 60% من حالات سرطان القولون والمستقيم.

أظهرت الفئران التي تناولت هذه التركيبة عددًا أكبر من السلائل والأورام، مما قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى ذلك، أظهرت هذه الفئران أيضًا تلفًا في الحمض النووي وعلامات أخرى تؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

بشكل عام، عانت الفئران التي تتبع نظامًا غذائيًا منخفض الكربوهيدرات مع البكتيريا القولونية من مثل هذا الاضطراب والضرر في ميكروبيوم أمعائها، لدرجة أن الباحثين وجدوا أنها بيئة تعزز سرطان القولون والمستقيم.

ورغم أن هذه النتائج مثيرة للقلق، إلا أن الباحثين وجدوا أن إضافة الألياف إلى النظام الغذائي لهذه الفئران أدى إلى تقليل تشكل الأورام وساعد في السيطرة على الالتهاب.

ويريد الباحثون مواصلة هذا الخط من البحث من خلال تحديد ما إذا كانت أنواع معينة من الألياف أكثر حماية ودراسة آثارها على البشر.