موقع الصالح : تطور مهنة الداية عبر العصور.. قدمتها عايدة رياض فى مسلسل جودر 2

موقع الصالح :
تطور مهنة الداية عبر العصور.. قدمتها عايدة رياض فى مسلسل جودر 2

لفتت الفنانة القديرة عايدة رياض الأنظار بشخصية “الداية” التى قدمتها فى مسلسل جودر 2، حيث جاء أداؤها مليئًا بالتفاصيل التى أعادت تسليط الضوء على هذه المهنة القديمة، وعلى عكس الصورة النمطية التى يعتقدها البعض عن الداية بأنها تساعد فقط فى الولادة الطبيعية، جسدت عايدة رياض الدور من زاوية أكثر تعقيدًا، حيث كانت الداية التى تُستدعى لإجهاض الحمل، وهو ما أثار نقاشات واسعة حول الدور الذى لعبته الدايات عبر العصور.

وفى هذا السياق يستعرض “اليوم السابع” تطور مهنة الداية وتأثيرها عبر الزمن، وفقًا لموقع “Birth Injury”.

عايدة رياض في مسلسل جودر

الداية والطب الشعبى

على مدى قرون طويلة، كانت الولادة مسئولية النساء فقط، إذ لم يكن للرجال أى دور فيها، حتى الأطباء والفلاسفة الذكور الذين تحدثوا عنها لم يشاركوا فيها فعليًا، وفى العديد من الثقافات، كان يُحظر على الرجال حضور عملية الولادة أو المشاركة فيها، وكان الحمل والإنجاب شأنًا خاصًا تديره الداية، التي لم تكن مجرد قابلة، بل كانت خبيرة في العلاجات الطبيعية وتقدم الدعم النفسي والجسدي للأم.

قدرات الداية.. خبرة تفوق الأدوات الطبية

تمتعت الدايات بخبرات واسعة، حيث كن قادرات على التعامل مع وضعيات الولادة المعقدة، إذا كان الجنين فى وضع خاطئ، استطاعت الداية إعادة توجيهه يدويًا، وكانت تتأكد من وضع الطفل داخل الرحم بمجرد لمس بطن المرأة، كما كانت تساعد فى تهيئة جسد الأم للولادة عبر التدليك بالزيوت لتسهيل المخاض، وبعد الولادة لم تكن الداية تغادر فورًا، بل كانت تبقى لفترة تصل إلى شهر كامل لمساعدة الأم فى الرضاعة والعناية بالمولود.

الولادة في العصور القديمة

الولادة فى إنجلترا فى عهد تيودور

توضح الروايات من إنجلترا في عهد تيودور (1485-1603) أن النساء في ذلك العصر، خصوصًا النبيلات، يخضعن لعزلة تامة قبل وبعد الولادة، تعرف باسم “الاستلقاء”، حيث كانت الأم تعزل في غرفة مغلقة تحاكي ظلمة وهدوء الرحم، ويُمنع الرجال من رؤيتها، وكانت الدايات والقابلات هن الوحيدات المسموح لهن بالعناية بها، وسط طقوس دينية وصلوات لحمايتها من المخاطر.

الولادة فى اليابان فى عهد هييان

في اليابان في عهد هييان (794-1185)، كانت غرفة الولادة مهيأة بشكل خاص، وغالبًا ما كانت مزينة باللون الأبيض. وعلى عكس أوروبا، لم تكن الولادة حدثًا خاصًا، بل كانت مشهدًا عامًا يشهده الأقارب، رجالًا ونساءً، من خلف ستائر، كما كانت الطقوس الروحية حاضرة، حيث يرافق الولادة راهب بوذي ووسيط روحي أنثى (ميكو)، اعتقادًا بأن صلواتهم تبعد الأرواح الشريرة عن الأم والمولود.

التطورات الطبية

شهد القرن الثامن عشر اختراع الملقط الطبي، الذي استخدمه الأطباء الذكور للمساعدة في الولادات الصعبة، ومع الوقت بدأ الرجال يدّعون التفوق الطبى على الدايات بسبب قدرتهم على استخدام الأدوات الجراحية، مما أدى إلى تراجع دور الدايات تدريجيًا، لا سيما بعد منع النساء من ممارسة الطب.

الولادة الحديثة

شهدت العقود الأخيرة قفزات نوعية في مجال طب التوليد، حيث تم تطوير أجهزة مراقبة نبض الجنين التي تُنبه الأطباء عند وجود أي مضاعفات خطيرة، كما أصبحت تقنيات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية أداة أساسية للكشف عن حالة الجنين وصحته قبل الولادة، إضافةً إلى ذلك، تلعب الفيتامينات والمكملات الغذائية دورًا حيويًا في دعم صحة الأم والطفل، وقد أدت هذه التطورات إلى انخفاض معدلات الوفيات بين الأمهات والأجنة بشكل كبير حول العالم.