موقع الصالح : العنف الأسري أمام الأطفال من البيوت إلى السوشيال.. كيف تحميهم من الصدمة؟

موقع الصالح :
العنف الأسري أمام الأطفال من البيوت إلى السوشيال.. كيف تحميهم من الصدمة؟

أثارت قضية آية عادل، الزوجة المصرية التي سقطت من الطابق السابع في مسكنها بالأردن يوم 14 فبراير الجاري، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد صدور تقرير الطبي الشرعي المبدئي، الذي أشار إلى أن الوفاة نتجت عن السقوط. وفي الوقت ذاته، وجهت أسرتها لزوجها اتهامات بالضرب والإيذاء أمام طفلهما، وهي اتهامات لم تُحسم صحتها بعد. هذه القضية، وغيرها من الحوادث المشابهة، فتحت باب النقاش حول تأثير العنف الأسري على الأطفال، سواء عند مشاهدته مباشرة داخل المنزل أو حين ينقله أطراف النزاع إلى منصات التواصل الاجتماعي وهو ما يجعله باقيًا للأبد ويشهد عليه ويتدخل بالتعليق عليه الكثيرون.

وقال الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي لـ”اليوم السابع” إن تعرض الأطفال لمشاهد العنف، سواء داخل الأسرة أو عبر وسائل الإعلام، يترك أثرًا نفسيًا عميقًا قد يمتد لسنوات. وأضاف: “يمنع تمامًا أن يشاهد الأطفال أي نوع من العنف، سواء بين الوالدين أو في الأفلام والمسلسلات، والأخطر من ذلك هو توثيق هذه المشاهد ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فبينما قد يتمكن الطفل من تجاوز الصدمة تدريجيًا إذا رآها داخل المنزل، فإن السوشيال ميديا تحتفظ بها إلى الأبد، مما يجعله يعيش في صدمة مستمرة حتى لو بلغ الأربعين من عمره.”

وأضاف مجدي أن الأطفال الذين يتعرضون لمثل هذه الصدمات قد يظهرون أعراضًا نفسية خطيرة، مثل العزلة، الكوابيس، التبول اللاإرادي، نوبات البكاء والصراخ، فقدان الصوت، السلوكيات الوسواسية، وقد يصل الأمر إلى إيذاء النفس.

أما عن كيفية التعامل مع الأطفال الذين شهدوا العنف الأسري، فقد شدد استشاري الطب النفسي على أن دور الأم أساسي في تأهيل الطفل نفسيًا، إذ يجب أن تكون مستعدة لتفسير ما حدث له بطريقة تتناسب مع عمره، كما أن العلاج النفسي السلوكي والمعرفي ضروري لحمايته من التأثيرات السلبية طويلة الأمد. وأكد أن للأب دورًا مهمًا أيضًا، حيث يجب أن يعترف بخطأه ويعتذر لزوجته أمام الطفل، لأن تكرار مشاهد العنف يجعله أمرًا مألوفًا لديه، مما قد يؤدي إلى إصابته باضطرابات نفسية أو اكتساب سلوكيات عدوانية في المستقبل.

العنف

العنف بين الزوجين