موقع الصالح : استشارى تربوى يوضح علامات إدمان الطفل للألعاب الإلكترونية وطرق الحماية

كثيراً ما يلاحظ الآباء بقلق أن أطفالهم يقضون وقتاً طويلاً فى لعب الألعاب الإلكترونية، التى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية الحديثة، حيث تجذب العديد من المستخدمين للتكنولوجيا حول العالم، ومع تطورها المستمر أصبحت الألعاب أكثر إثارة وجاذبية بأفكارها التى لا يناسب مجتمعنا العربى إلا القليل منها، ولذلك نناقش هنا موضوع هام يضعنا أمام سؤال هل يلعب أطفالنا بشكل معتدل أم أنه وقع في شرك الإدمان؟ في هذا الموضوع، نسلط الضوء على الفرق بين الاستخدام المعتدل للألعاب الإلكترونية والإدمان، مع استعراض أسبابهما وتأثيراتهما وكيفية تحقيق التوازن، كما أوضحها الدكتور نور الرمادى عميد كلية الطفولة المبكرة سابقًا بجامعة الفيوم.

طفل يلعب ألعاب إلكترونية

في البداية أوضح نور أنه عام 2018، اقترحت منظمة الصحة العالمية إدراج “اضطراب الألعاب” فى التصنيف الدولى للأمراض، وفي هذا السياق تم تعريف اضطراب الألعاب على أنه نمط سلوكي يُظهر فيه الأفراد افتقارهم إلى السيطرة على ألعابهم، وهنا يظهر مفهوم إدمان الألعاب الإلكترونية هوو حالة نفسية وسلوكية تجعل الفرد غير قادر على التحكم فى وقت اللعب، ما يؤدى إلى تأثيرات سلبية على حياته اليومية، وهذا ما اعترفت به منظمة الصحة العالمية.

سمات إدمان الألعاب الإكترونية وعلامات المدمن

ولإدمان الألعاب الإلكترونية سمات وعلامات أوضحها عميد كلية الطفولة المبكرة السابق، حيث قال إن قضاء ساعات طويلة في اللعب دون القدرة على التوقف يسبب فقدان السيطرة والإهمال لكل الأشطة والواجبات اليومية، إلى جانب العزلة التامة عن المجمتع المحيط به وهذه كارثة كبيرة يجب الانتباه لها جيدًا، بالإضافة إلى الآثار النفسية كالقلق والاكتئاب وانحناء العمود الفقرى، وكما أن هناك سمات للإدمان هناك أيضًا علامات للطفل مدمن هذه الألعاب، حيث تجده قلقا ومتوترا وليس لديه قدرة على نوم إلا بصعوبة شديدة، ويكذب كثيرا، وعدم السيطرة على نفسه في اللعبة، والعصبية الشديدة.

اطفال تعلب ألعاب إلكترونية

سمات الاعتدال للألعاب الإكترونية

لذلك لابد من اعتدال الاستخدام وهذا يعنى الاستمتاع بالألعاب الإلكترونية كوسيلة ترفيهية ضمن إطار زمنى محدد دون أن يؤثر ذلك على الجوانب الأخرى من الحياة، مثل العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية، كما قال “الرمادى” وأكمل حديثه لـ”اليوم السابع” ومن سمات الاعتدال تحقيق التوازن من خلال وقت محدد للعب حتى لا يؤثر على المهام الأخرى، وتحديد الأهداف من الألعاب هل هى للترفيه أو للتعلم أو التدريب على نقاط ضعف معينة في الشخصية، وهذا يحمينا من الإجهاد النفسي الذى تتركه اللعبه و الاستمرار في اللعب لمجرد ضياع الوقت.

تحقيق التوازن فى استخدام الألعاب الإكترونية

وأوضح “الرمادى” كيفية تحقيق التوازن في استخدام الألعاب الالكترونية، قائلا “من المهم جدًا تحديد الوقت للعب من الممكن أن نضع جدولا زمنيا ونلتزم به، نختار الألعاب التعليمية وهذا دور الوالدين، كما أن هناك ألعاب وأنشطة بديلة منها ممارسة الرياضة أو الهوايات لتجنب الانشغال التام بالألعاب، والتواصل مع الأسرة، إن الجلسات الأسرية لها مفعول وتأثير كبير على الأطفال، وإذا حدث أى تجاوز للطفل وشعر الآباء أنه تخطى الحدود ودخل فى مرحلة الإدمان لابد من استشارة طبيب نفسى متخصص، والتعامل معه بحكمة لأن الشدة غير مطلوبة تأتى نتائج عكسية”.