واشنطن – مع تزايد الشكاوى من مستخدمي منصة الفيديو يوتيوب بسبب كثافة الإعلانات وتداخلها مع تجربة المشاهدة. في سياسة تهدف إلى تحقيق أرباح أكبر  تبدأ الاخيرة انطلاقا من مايو/حزيران بعرض عدد أقل من الإعلانات المتوسطة التي قد تقاطع الجُمل أو المشاهد الحركية، وستضع المزيد منها في “نقاط توقف طبيعية” مثل فترات التوقف أو الانتقالات، وفقًا لصفحة المساعدة الخاصة بهذا التغيير.

وتضيف الشركة أنها ستُدرج أيضًا “مواقع إعلانية إضافية تلقائية عند نقاط توقف طبيعية” في الفيديوهات القديمة التي تحتوي على مواقع إعلانية تم تحديدها يدويًا، وهو تغيير يمكن لمنشئي المحتوى إلغاؤه إذا رغبوا في ذلك.

يمكن لمنشئي المحتوى على يوتيوب اختيار استخدام المواقع الإعلانية التلقائية بدلًا من التحديد اليدوي، أو الجمع بين الطريقتين.

أما من يفضلون التحديد اليدوي، فيمكنهم التحقق مما إذا كانت المواقع الإعلانية المتوسطة التي اختاروها “تُعتبر مقاطِعة” باستخدام أداة ملاحظات يوتيوب ستوديو التي بدأت الشركة في إطلاقها.

وتقول يوتيوب إن ذلك سيساعد المبدعين على اختيار مواقع “من المرجح أن تُعرض فيها الإعلانات.” وتشير الشركة إلى أن تجربة أجرتها العام الماضي أظهرت أن الفيديوهات التي استخدمت مزيجًا من المواقع التلقائية واليدوية حققت في المتوسط زيادة بنسبة 5  بالمئة في الإيرادات مقارنة بتلك التي تعتمد فقط على التحديد اليدوي.

 يمكن لمنشئي المحتوى تعطيل خاصية تحديد المواقع التلقائية في علامة “الأرباح” في يوتيوب ستوديو، لكن يوتيوب تحذّر من أن “الفيديوهات التي تحتوي على إعلانات متوسطة مقاطِعة قد تحقق إيرادات أقل” بعد هذا التغيير.

سيظل لمنشئي المحتوى الحرية في تحديد أماكن ظهور الإعلانات، لكن ليس من الواضح ما إذا كان ذلك يعني أنهم يخاطرون بعدم عرض بعض هذه الإعلانات.

ولم تستجب يوتيوب فورًا لطلب توضيح حول هذه النقطة.

وتجدر الإشارة إلى أن الشركة سبق أن قلّصت من تحكم منشئي المحتوى في أماكن ظهور الإعلانات، كما حدث في أواخر 2023 عندما ألغت خيار تحديد ما إذا كانت الإعلانات قابلة للتخطي أو تحديد مواقعها في بداية الفيديو أو نهايته.

تعتمد يوتيوب على عدة أنواع من الإعلانات، مثل تلك التي يمكن تخطيها بعد خمس ثوانٍ، والإعلانات القسرية التي تستمر حتى خمس عشرة ثانية دون إمكانية تجاوزها، إضافة إلى الإعلانات التي تظهر في منتصف الفيديوهات، مما يؤدي إلى انقطاع المشاهدة بشكل غير مرغوب فيه. كما أن بعض الإعلانات تظهر على شكل بانرات أو نوافذ منبثقة، وهو ما يزيد من تشتيت المشاهد. ومع مرور الوقت، أصبح من الواضح أن يوتيوب تفرض عددًا متزايدًا من الإعلانات حتى داخل المقاطع القصيرة، وهو ما يزعج المستخدمين ويقلل من متعة المشاهدة.

ونتيجة لهذه السياسات، لجأ العديد من المستخدمين إلى البحث عن حلول لتقليل الإزعاج الناجم عن الإعلانات المتزايدة. من بين هذه الحلول، الاشتراك في خدمة يوتيوب بريميوم التي توفر تجربة مشاهدة خالية من الإعلانات، لكنها خدمة مدفوعة وغير متاحة في جميع الدول. كما أن بعض المستخدمين يعتمدون على أدوات حظر الإعلانات، رغم أن يوتيوب تسعى إلى منع استخدامها والتقليل من فعاليتها.

في الوقت ذاته، بدأ البعض في البحث عن منصات بديلة لمشاهدة المحتوى، مثل ديلي موشن وڤيميو، التي توفر تجربة مشاهدة أكثر سلاسة دون هذا الكم من الإعلانات المزعجة.