أبوظبي – وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء الأحد إلى الإمارات في أول زيارة من نوعها منذ ثلاث سنوات تأتي قبل أيام من اجتماع للتحالف النفطي أوبك بلس الذي يضم الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط و10 منتجين من خارجها بقيادة روسيا في الخامس وهو الاجتماع الخاص بسياسة إنتاج النفط والذي تأجل بعدما كان مقررا اليوم الأحد بسبب تزامنه مع انعقاد القمة الخليجية الـ45 في الكويت.

وقالت مصادر لرويترز إن من بين القضايا التي سيتعين بحثها زيادة إنتاج الإمارات النفطي التي جرى الاتفاق عليها في يونيو/حزيران الماضي والتي من المقرر أن تبدأ في يناير/كانون الثاني 2025.

ولم تذكر وكالة الأنباء السعودية سبب زيارة الأمير محمد للإمارات، لكن التنافس الاقتصادي بين الدولتين الحليفتين جعلهما في بعض الأحيان يتخذان مسارات منفصلة في موضوعات معينة ويلتقيان في الوقت ذاته في انتهاج سياسة تصفير المشاكل والتركيز على تعزيز النمو وتعزيز الاستقرار الأمني الإقليمي والدولي وكذلك تعزيز التعاون الخليجي.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان استقبل ضيفه ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء “الذي يقوم بزيارة أخوية” للإمارات، مضيفة أن الزعيمان تبادلا في اجتماع بقصر الروضة في مدينة العين “الأحاديث الودية التي تعبر عن عمق العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع البلدين”.

وأضافت أن الأمير محمد نقل لرئيس دولة الإمارات تحيات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وتمنياته للدولة بدوام التقدم والازدهار، مشيرة إلى أن الزعيمين بحثا العلاقات الأخوية الراسخة ومسارات التعاون الثنائي والفرص الواعدة لتنميته في ضوء الشراكة الإستراتيجية الخاصة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
وقالت الوكالة الإماراتية إنهما تطرقا كذلك إلى “أهمية دفع العمل الخليجي المشترك، مؤكدين حرص البلدين على دعم كل ما يعزز منظومة العمل الخليجي المشترك ويسهم في ترسيخ ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وشددا أيضا على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي وذلك في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة، بينما يأتي اللقاء بين الزعيمين في ظل تصاعد التوترات الإقليمية على خلفية التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة وهدنة هشة في لبنان.

وبحسب المصدر ذاته، بحث الأمير محمد والشيخ محمد بن زايد المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الأوضاع التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مشددين على ضرورة “تضافر الجهود للحفاظ على الاستقرار الاقليمي وتجنيب المنطقة تبعات أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها إضافة إلى العمل على إيجاد مسار للسلام العادل والشامل والدائم الذي يقوم على أساس حل الدولتين ويضمن تحقيق الاستقرار والأمن للجميع”.
ويرافق ولي العهد السعودي في زيارته لدولة الإمارات كل من الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل وزير الرياضة.

وكان الشيخ محمد والشيخ طحنون بن زايد نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني والشيخ حمدان بن محمد بن زايد نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار رئيس الدولة والشيخ نهيان بن سيف آل نهيان سفير الدولة لدى السعودية، في استقبال الأمير محمد.

وتشير الزيارة إلى أهمية العلاقات الثنائية وإلى مساع لتوسيع آفاق التعاون وزيادة التنسيق والتشاور بين الحليفين في القضايا الإقليمية والدولية والملفات ذات الشأن الاهتمام المشترك.

وترتبط السعودية والإمارات بعلاقات وثيقة تشمل العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعملان على مسار واحد ضمن مقاربات متطابقة في تعزيز الأمن الإقليمي والدولية وفي مكافحة الإرهاب وحماية الأمن القومي الخليجي والعربي.