موسكو – تقوم الدبلوماسية الإماراتية بدور بارز في الوساطة الدولية والمساهمة في تقريب وجهات النظر بين الدول المتصارعة، حيث نجحت جهودها في عملية تفاوض بين موسكو وكييف، بإعادة 25 جنديا روسيا من الأراضي الخاضعة لسيطرة نظام أوكرانيا. وفي المقابل تم تسليم 25 جنديا أوكرانيا.

وأعلن الجيش الروسي مبادلة عدد من الجنود الأسرى مع كييف عبر اتفاق تم بوساطة إماراتية.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن 25 جنديا “عادوا إلى ديارهم في أوكرانيا”، بما في ذلك أولئك الذين قاتلوا في مصنع أزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول الجنوبية، التي استولت عليها روسيا في ايار/مايو 2022.

وكتب زيلينسكي في منشور على اكس “إعادة شعبنا إلى الوطن هو ما تعمل عليه أوكرانيا باستمرار، ولن نتوقف حتى نعيد شعبنا بالكامل”، ونشر صورا للأسرى المفرج عنهم، بينهم رجل يتلقى فحصا طبيا وآخر جالس في سيارة ممسكا بالعلم الأوكراني.

وقالت روسيا أن جنودها يتلقون “المساعدة النفسية والطبية اللازمة” في بيلاروس، حليفة موسكو الوثيقة، قبل عودتهم إلى روسيا.

وقال الجانبان إن الإمارات العربية المتحدة ساعدت في التوسط في الاتفاق.
ويضاف هذا النجاح الدبلوماسي، إلى نجاحات سابقة، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي عن نجاح جهود وساطة قامت بها بين روسيا وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب شملت 150 أسيراً من الجانب الأوكراني و 150 أسيراً من الجانب الروسي بمجموع 300 أسير ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 2534 أسيراً.
وأشاد محمد أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي بنجاح جهود وساطة الإمارات، وأكد أنها تأتي تجسيداً لنهج السلام العالمي الذي تتبناه قيادتها، مثمنا الدور الريادي للإمارات كوسيط عالمي موثوق به وداعم للمبادرات الدبلوماسية ومسارات الحل السلمي التي تهدف إلى تحقيق السلام على المستويات كافة.

وبنجاح الوساطة الجديدة بلغ عدد الوساطات الإماراتية التي تم إتمامها منذ بداية العام 2024 أحد عشر وساطة وهو ما يعكس مصداقية ونجاعة السياسة الخارجية الإماراتية والثقة التي حازت عليها من الدول ذات العلاقة.
وثمّنت وزارة الخارجية الإماراتية تعاون واستجابة البلدين لجهود الوساطة الإماراتية وإتمام عملية تبادل الأسرى، والذي يدل على مكانة الدولة كوسيط موثوق به لدى روسيا وأوكرانيا، وتقديرهما للمساعي التي تبذلها الدولة في دعم المسار الدبلوماسي ومسار الحل السلمي لإنهاء الأزمة بين البلدين.

وأكدت الخارجية أن الإمارات ملتزمة بمواصلة العمل على دعم كافة الجهود التي تعمل على الوصول إلى حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، ودعم مختلف المبادرات للتخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة كاللاجئين والأسرى.

كما نجحت جهود الوساطة الإماراتية في ديسمبر/كانون الأول 2022 في تبادل مسجونَيْن اثنين بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا

وتعكس الوساطة الإماراتية أحد مبادئ “وثيقة الخمسين” التي تمثل “مرجعاً لجميع مؤسسات الدولة” ويؤكد هذا المبدأ أن “الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل الخلافات كافة هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعد محركاً أساسياً للسياسة الخارجية”.

وقد بدأت أولى عمليات هذه الوساطة في 4 فبراير/شباط 2023، وأدت إلى عودة 63 أسير حرب “من الفئة الحساسة” إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيراً،

ومن المتوقع استمرار تلك الجهود التي تعكس المصداقية الدولية في الدور الإماراتي، وحياده الدبلوماسي، وهو ما قد يمهد لدور أكبر في وساطة تتعلق ببعض القضايا الاستراتيجية، على نحو يخدم الأمن الدولي والإنساني في منعطف تاريخي يمر به النظام الدولي الراهن، ما سيعود إيجاباً على وساطة إماراتية أكثر ديناميكية في أزمات وحروب أخرى يشهدها النظام الدولي والسياق الإقليمي.