دمشق – أكد وزير الدفاع السوري مرهف أبوقصرة اليوم الأربعاء أن السلطات الجديدة التي تعهدت بحل الفصائل المسلحة ودمجها في إطار جيش موحد، تفاوض القوات الكردية، مشيرا إلى استعدادها للجوء إلى القوة في حال لزم الأمر.

وقال أبوقصرة في لقاء مع صحافيين في دمشق إن “باب التفاوض مع قوات سوريا الديمقراطية ”قسد” في الوقت الحاضر قائم وإذا اضطررنا للقوة سنكون جاهزين”، مشيرا إلى أن “الرؤية غير واضحة في المباحثات حتى اليوم”.

وألقت الاشتباكات العنيفة بين قسد وقوات الإدارة السورية الجديدة بظلال قاتمة على المشهد السوري، وسط مخاوف من اندلاع صراع جديد، لا سيما في ظل استعداد تركيا لشن عملية عسكرية واسعة ضد الجماعات الكردية التي تصنفها إرهابية، مستفيدة من علاقاتها الوثيقة بهيئة تحرير الشام التي يتزعمها أحمد الشرع.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب، التي تقود قسد، امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا ضد الدولة التركية منذ عام 1984 وتصنفه كل من تركيا والولايات المتحدة جماعة إرهابية.

وعقب إطاحة فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام الرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، أعلنت السلطات الجديدة في الشهر ذاته التوصل لاتفاق مع جميع الفصائل المسلحة يهدف إلى حلها ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع.

غير أن الاتفاق لا يشمل قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، وهي مدعومة من الولايات المتحدة وتسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق البلاد.

والتقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أواخر الشهر الماضي، وفدا من “قسد”، على ما أفاد مسؤول مطلع على الاجتماع، مشيرا إلى أن المحادثات كانت “إيجابية”.

وأضاف أن الاجتماع كان “لقاء تمهيديا لوضع أساس للحوار المستقبلي”، متابعا أنه “تم الاتفاق على مواصلة اللقاءات للوصول لتفاهمات مستقبلية”.

وأكد الشرع في مقابلة مع قناة العربية أواخر ديسمبر/كانون الأول أنه “على قوات سوريا الديموقراطية الاندماج في الجيش السوري الجديد”.

وأكد أبوقصرة في تصريحاته اليوم الأربعاء أنه “لا يمكن أن تدخل قسد كجسم في وزارة الدفاع لأن ذلك لا يحقق المصلحة العامة”، مشددا على وجوب أن “تنتقل كل الفصائل للحالة المؤسساتية بما فيها هيئة تحرير الشام”.

وقوات سوريا الديموقراطية هي الذراع العسكرية للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد بعد اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، وانسحاب القوات الحكومية منها من دون مواجهات.

وكان قائد قوات “قسد” مظلوم عبدي أكد خلال الشهر الجاري الاتفاق مع السلطة الجديدة في دمشق على رفض “أي مشاريع انقسام” تهدد وحدة البلاد.