واشنطن – أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده ستقدم مليار دولار لمساعدة اللاجئين والنازحين جراء الجفاف أو النزاعات في دول إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك خلال زيارة يجريها الى القارة قبيل نهاية ولايته، فيما يأتي ذلك في ظل مخاوف أميركية من تصاعد النفوذين الروسي والصيني في القارة السمراء.
وأوضحت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “يوساد” أن المساعدات ستخصص لمواجهة انعدام الأمن الغذائي واحتياجات طارئة للاجئين والنازحين والمجتمعات المتضررة في 31 دولة إفريقية.

وأكد بايدن الثلاثاء “تقديم أكثر من مليار دولار من الدعم الانساني الجديد للأفارقة الذين تركوا منازلهم جراء موجات جفاف تاريخية”، وذلك في كلمة ألقاها في لواندا عاصمة أنغولا التي وصلها الإثنين، في أول زيارة له كرئيس الى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وتعاني دول جنوب الصحراء الإفريقية من موجات جفاف تعدّ بحسب بعض التقديرات، الأسوأ منذ نحو قرن، وتتسبب بخسائر هائلة في المحاصيل والماشية. كما تعاني بعض دول منطقة الساحل الافريقي حروبا وتناميا لنفوذ الجماعات الإرهابية.
وأوضحت الوكالة الأميركية في بيانها بأن “النزاع المسلح، الأحداث المناخية القاسية، الكوارث الطبيعية، وظروف طارئة أخرى، تزيد من الحاجات الانسانية على امتداد القارة وتتطلب مساعدة انسانية لإنقاذ الأرواح ورفع المعاناة وسط الفئات الأكثر ضعفا”.
وأشارت الى أن المساعدات “تظهر مجددا التزامنا الراسخ بالوقوف الى جانب شركائنا في إفريقيا والناس على امتداد القارة لمواجهة تحدي انعدام الأمن الغذائي”.
وبحسب الأمم المتحدة، واجه نحو 20 بالمئة من الأفارقة، أي ما يناهز 300 مليون شخص، الجوع خلال العام 2023. وتؤكد المنظمة الدولية أن عدد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي هو في تزايد مستمر.
وبحسب الوكالة الأميركية للتنمية، قدمت واشنطن نحو 6.6 مليارات دولارات من المساعدات لدول إفريقيا جنوب الصحراء خلال السنة المالية 2024. في المقابل تنظر الولايات المتحدة بكثير من القلق من تصاعد النفوذ الاقتصادي والعسكري لبكين وموسكو.
وفي سنة 2022 طالب بايدن خلال قمة جمعت 49 رئيس دولة وحكومة افريقية في واشنطن بإرساء شراكة طويلة الأمد مع إفريقيا قوامها التجارة والحكم الرشيد.
وفي تلك القمة التي تعتبر الأول من نوعها منذ أن نظم الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما اجتماعا مماثلا مع القادة الأفارقة عام 2014، قال بايدن إن الولايات المتحدة تسعى إلى “شراكات ليس لإرساء التزام سياسي وتعزيز التبعية، بل لتحفيز النجاح المشترك والفرص”.
وتعهدت إدارة بايدن استثمار أكثر من 55 مليار دولار في القارة الافريقية خلال تلك القمة.