الصالح نيوز :
هل يعوض الذكاء الاصطناعي المبرمجين؟
هل يعوض الذكاء الاصطناعي المبرمجين؟
الصالح نيوز :
هل يعوض الذكاء الاصطناعي المبرمجين؟
هل يعوض الذكاء الاصطناعي المبرمجين؟
عندما تنظر إلى اختبارات المساعدين الشخصيين مثل “سيري” و”مساعد غوغل” و”كورتانا”، ستكتشف أن الطلب الأكثر شيوعًا الذي يتلقونه هو: “أخبرني نكتة”.
هل هذا كل ما يمكن للذكاء الاصطناعي فعله من أجلنا؟ بالطبع لا. الإنجازات التي تحققها أدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر إثارة للإعجاب يومًا بعد يوم. لذا، قبل أن نتطرق إلى مسألة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيحل محل مطوري البرمجيات، دعونا نستكشف إنجازاته حتى الآن.
إلى أي مدى سيكون الذكاء الاصطناعي متقدمًا بحلول 2050؟
تتمتع تقنيات الذكاء الاصطناعي بمستقبل واعد. وبناءً على المشاريع السابقة، يُتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي أكثر انتشارًا مع تطور التكنولوجيا في مختلف الصناعات. يتسارع التفكير الإبداعي والابتكارات الحالية بوتيرة مذهلة لدرجة أنه يصعب أحيانًا مواكبتها. فماذا يمكن أن نتوقع في السنوات القادمة؟
سيلعب “معالجة اللغة الطبيعية” (NLP) دورًا حاسمًا في مستقبل الذكاء الاصطناعي، حيث سيعزز قدرات التشفير والأتمتة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين عملية تطوير البرمجيات عبر تسريع المهام، وإحداث تحولات في الممارسات التقليدية، ودمجه مع الأنظمة الحالية لتحسين جودة الأكواد وموثوقيتها.
هزيمة البشر في ألعاب الطاولة والمسابقات
في سنة 1997 في نيويورك، تمكن الكمبيوتر “ديب بلو” من شركة “آي بي إم” من هزيمة بطل العالم في الشطرنج “غاري كاسباروف” في مباراة رسمية، لتكون أول مرة ينتصر فيها جهاز على بطل العالم في ظروف تنافسية.
وفي 2011، شارك كمبيتور آخر من “آي بي إم” يُدعى “واتسون” في مسابقة التلفزيونية “جيوباردي”، حيث تنافس ضد فائزين سابقين. كان على “واتسون” الاستماع إلى الأسئلة والإجابة عليها بلغة بشرية طبيعية.
لم يكن “واتسون” متصلًا بالإنترنت، لكنه تعلم من 200 مليون صفحة من المحتوى المنظم وغير المنظم، والتي بلغ حجمها 4 تيرابايت. فاز بالمركز الأول وجائزة قدرها مليون دولار.
أما في مارس/آذار 2016، فقد تفوق “ألفاغو”، برنامج الذكاء الاصطناعي المطوّر من قبل “ديب مايند” التابعة لـ’غوغل، على بطل العالم في لعبة “غو”، “لي سيدول”، حيث لعبا خمس مباريات في سيول، وتمكن الإنسان من الفوز بلعبة واحدة فقط.
اكتشافات طبية
حقق الذكاء الاصطناعي تقدمًا كبيرًا في مجال التشخيص الطبي.
في سنة 2013، أُجريت تجربة حيث تم تكليف الذكاء الاصطناعي باكتشاف سرطان الثدي. تم تدريب شبكة عصبية للعثور على علامات المرض باستخدام عشرات الآلاف من صور الأشعة المأخوذة لحالات سرطان الثدي. لكن المفاجأة كانت أن الشبكة العصبية لم تركز على الأورام بحد ذاتها، بل لاحظت تعديلات أخرى في الأنسجة القريبة منها، وهو ما مثّل تطورًا جديدًا ومهمًا في طرق اكتشاف سرطان الثدي.
تأليف الموسيقى
يعد “ماجنتا” مشروعًا تابعًا لـ”غوغل برين”، وهدفه استكشاف إمكانية استخدام التعلم الآلي لإنشاء الفن والموسيقى، بالإضافة إلى دراسة كيفية تحقيق ذلك. استخدم الفريق القائم على “ماجنتا” مكتبة التعلم الآلي “تينسور فلو” من غوغل. والنتيجة؟ أول أغنية من تأليف الذكاء الاصطناعي بالكامل، دون أي تدخل بشري.
رسم اللوحات
في فبراير/شباط 2016، باعت غوغل 29 لوحة في مزاد خيري أقيم في سان فرانسيسكو، وجميعها كانت من إنتاج الذكاء الاصطناعي الخاص بها. حمل الحدث اسم “حلم عميق: فن الشبكات العصبية”، وبيعت بعض اللوحات بمبالغ تجاوزت 8000 دولار، وفقًا لـ”وول ستريت جورنال”.
وهذا ليس كل ما يستطيع الذكاء الاصطناعي فعله؛ فهو قادر أيضًا على قيادة السيارات على الطرق السريعة، وكتابة القصائد، وغير ذلك الكثير. لكن هل يمكنه كتابة الأكواد البرمجية؟
لماذا أتاحت غوغل هذه التكنولوجيا المتطورة مجانًا؟
في ديسمبر/كانون الأول 2015، أصدرت غوغل مكتبة “تينسور فلو” للعامة، لتصبح برمجية مفتوحة المصدر لتعلم الآلة.
لكن لماذا أتاحت غوغل هذه التكنولوجيا المتطورة مجانًا؟ وفقًا للبروفيسور كريستيان باوخهاج من معهد “فراونهوفر” في ألمانيا، فإن الإجابة تكمن في تاريخ غوغل. قبل 10 سنوات، فتحت الشركة نظام التشغيل “أندرويد”، والآن يشغّل هذا النظام 85% من الهواتف الذكية حول العالم.
وأضاف: “ما تحاول غوغل فعله الآن هو أن يصبح 80% من الذكاء الاصطناعي يعتمد على “تينسور فلو” في غضون 10 سنوات.”
بعد أسابيع قليلة من إصدار غوغل لهذه التقنية، أطلقت “مايكروسوفت” مكتبة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وهي “مايكروسوفت كوغنيتيف تولكيت”. وبعد فترة وجيزة، أصدرت “فيسبوك” مكتبة “كافيه2”.
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل المبرمجين؟
في سنة 2015، أجرى أندريه كاربايثي، الذي كان حينها طالب دكتوراه في ستانفورد، تجربة لاختبار قدرة الذكاء الاصطناعي على كتابة الأكواد. درّب شبكة عصبية متكررة (RNN) على مستودع ضخم من أكواد “لينوكس”، ثم تركها تعمل طوال الليل.
عندما فحص النتائج في الصباح، وجد أن الذكاء الاصطناعي أنشأ أكوادًا تضمنت دوال ومتغيرات وحلقات برمجية وتعليقات. رغم وجود بعض الأخطاء، إلا أن التجربة كانت مشجعة.
من جانبها، طورت مايكروسوفت بالتعاون مع “جامعة كامبريدج” الذكاء الاصطناعي “ديب كودر”، القادر على كتابة أكواد برمجية فعالة من خلال تحليل مستودعات ضخمة من الأكواد.
رغم كل التطورات، لا يزال البشر يتمتعون بقدرات فريدة مثل الإبداع وحل المشكلات التي تجعل من الصعب على الذكاء الاصطناعي استبدالهم بالكامل.
يعتقد البعض أن البرمجة ستظل من بين آخر المهن التي سيتم استبدالها، حتى بعد انتشار الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى.
في النهاية، قد لا يحل الذكاء الاصطناعي محل المبرمجين، لكنه بالتأكيد سيجعل حياتهم أسهل، من خلال أتمتة المهام الروتينية وتحسين الإنتاجية، بينما يظل العنصر البشري ضروريًا للإبداع والابتكار.
ومع ذلك، وفقًا لمسح أجرته شركة “إيفانز داتا”، فإن 29% من المبرمجين يخشون أن يستبدلهم الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
على الرغم من التطورات الهائلة، لا تزال هناك العديد من العوائق أمام استبدال المبرمجين بالكامل. فحتى اللحظة، لا يستطيع الذكاء الاصطناعي التفكير الإبداعي، أو اتخاذ قرارات معقدة، أو فهم السياق البشري بنفس كفاءة الإنسان.
يعتقد ستيفن هوكينغ أن الحل يكمن في دمج الذكاء الاصطناعي مع العقل البشري، بحيث يصبح الذكاء الاصطناعي مكملًا للإنسان بدلًا من أن يكون بديلاً عنه.
في النهاية، قد يساعد الذكاء الاصطناعي في أتمتة أجزاء من عملية تطوير البرمجيات، لكنه لن يحل محل المطورين بالكامل. فما زال البشر يتمتعون بقدرات إبداعية وفكرية معقدة لا يمكن لأي آلة استبدالها في المستقبل القريب.
الصالح نيوز :
هل يعوض الذكاء الاصطناعي المبرمجين؟
الصالح نيوز :
هل يعوض الذكاء الاصطناعي المبرمجين؟
#هل #يعوض #الذكاء #الاصطناعي #المبرمجين
