طرابلس – في محاولة جديدة لدفع العملية السياسية في ليبيا أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تشكيل اللجنة الاستشارية التي ستكلّف بحل القضايا الخلافية العالقة من أجل اجراء الانتخابات المنتظرة على أسس توافقية بين الفرقاء الليبيين واستنادا لخريطة طريق ملتقى الحوار السياسي وقوانين لجنة 6+6.

ويأتي الإعلان عن اللجنة الاستشارية وسط ترقب ليبي لقدوم المبعوثة الأممية الجديدة الغانية هانا تيتيه ومدى تقيدها بما طرحته نائبة البعثة الممثل الخاص للشؤون السياسية في ليبيا ستيفاني خوري منذ توليها منصبها في أبريل/نيسان الماضي، من أجل الخروج من حالة الجمود السياسي في البلاد.

وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي مبادرة سياسية تتمحور حول تشكيل لجنة استشارية مكونة من خبراء ليبيين وتعمل تحت سقف زمني محدد لتقديم مقترحات ملائمة فنيا وقابلة للتطبيق سياسيا تفضي الى اجراء الانتخابات.

وقالت البعثة الأممية في بيان أمس إنه “تم اختيار أعضاء اللجنة بناءً على مجموعة من المعايير التي تشمل الخبرة المهنية في القضايا القانونية والدستورية والانتخابات، والقدرة على تحقيق التوافق، مع فهم للتحديات السياسية التي تواجه ليبيا”، لافتة إلى أنها “أخذت في الاعتبار العوامل الثقافية والتوازن الجغرافي وتمثيل المرأة”.

وتتباين الرؤى في الأوساط الليبية تجاه دور بعثة الأمم المتحدة عموما في ليبيا والتعامل مع الفرقاء الليبيين الذين مثلوا في مناسبات عديدة عائقا أمام حل القضايا الخلافية، إذ يرى البعض أن دورها انحصر في إدارة الأزمة وليس حلها، بينما يتهمها آخرون بأنها أداة لتنفيذ أجندات خارجية لا تخدم مصالح الليبيين.

كما أثار اختيار أعضاء اللجنة الاستشارية جدلا واسعا، حيث يرى مراقبون أن ذلك من شأنه أن يفتح بابا جديدا من الخلافات، مشيرين إلى عديد العقبات التي يمكن أن تواجهها هذه اللجنة في ظل الخلافات القائمة خاصة بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.

وتشير تقارير اعلامية محلية الى أنه من المرتقب أن تستغل تيتيه الفترة القادمة لتقييم الملف الليبي بشكل دقيق يقيها الانزلاق في ظل مجموعة من الملفات الثقيلة العالقة لسنوات وأبرزها الوضع الأمني خصوصا في المنطقة الغربية وما تشهده من حين الى آخر من اشتباكات المسلحة، بالإضافة الى ملف المصالحة الوطنية وملف تشكيل حكومة جديدة، فيما يذهب محللون غلى أنها ربما تعدل النهج بما يتماشى مع التوافقات الإقليمية والدولية المتوقعة.

وتعد رئيسة البعثة الاممية الجديدة في ليبيا عاشر مبعوث أممي يتولى المهمة المعقدة في ليبيا منذ رحيل الرئيس الراحل معمر القذافي في 2011، ووفق البعثة الأممية في ليبيا تتمتع تيتيه بخبرة تمتد عقوداً على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، بما في ذلك توليها منصب المبعوثة الخاصة للأمين العام، لمنطقة القرن الأفريقي بين عامي 2022 حتى عام 2024.

وكانت قد شغلت منصب الممثلة الخاصة للأمين العام لدى الاتحاد الأفريقي، ورئيسة مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي بين عامي 2018 و2020، بعد أن تولت سابقاً منصب المدير العام لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي.

ويتطلع الليبيون إلى أن تسهم هذه المبادرة السياسية الجديدة، في إنهاء الفترات الانتقالية وإيجاد حل للصراعات السياسية والمسلحة والدفع بالبلاد نحو الانتخابات، بعيدا عن التدخلات الخارجية.