واشنطن – نقل إعلام أميركي عن مسؤولين في وزارة الدفاع “بنتاغون” اليوم الأربعاء أن واشنطن تستعد لسحب قواتها من سوريا، بينما نفت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي يقودها الأكراد، المدعومة من الولايات المتحدة، تلقيها أي خطط لانسحاب القوات الأميركية من شمال وشرق البلاد.
وأشار مسؤولان أميركيان “إلى أن الرئيس دونالد ترامب ومسؤولين مقربين منه أبدوا في الآونة الأخيرة اهتماما بسحب القوات الأميركية من سوريا”.

وأكد المصدران أن “مسؤولي البنتاغون بدأوا وضع خطط للانسحاب الكامل للقوات الأميركية من سوريا خلال 30 أو 60 أو 90 يوما”، وفق شبكة “إن بي سي نيوز”.
وأمضى مايك والتز مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي الأسبوع الماضي في مقر القيادة المركزية “سنتكوم” في تامبا بولاية فلوريدا، حيث التقى مع كبار القادة العسكريين واطلع على آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط.
وفي 30 يناير/كانون الثاني الماضي، قال ترامب إن بلاده ستتخذ قرارا بشأن سوريا، دون أن يفصح عن شيء بخصوص ذلك.

وأتى ذلك في معرض رده على سؤال لأحد الصحفيين في البيت الأبيض، بشأن تقارير تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية تفيد بأن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا.
وأضاف ترامب “لا أعلم من قال هذا، إلا أننا سنتخذ قرارا بشأن سوريا”، مردفا “لسنا منخرطين في سوريا، فهي لديها مشاكلها الخاصة، ولديهم ما يكفي من الفوضى. لا حاجة إلى تدخلنا هناك”.

وتعتبر الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية حلفيا رئيسيا في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بينما تعتبرها تركيا تهديدا لأمنها القومي.
وأواخر عام 2019، أمر ترامب في ولايته الأولى وزير الدفاع آنذاك جيمس ماتيس بسحب جميع القوات الأميركية من سوريا، وعارض ماتيس الخطة، واستقال احتجاجا.
وسحبت إدارة ترامب آنذاك معظم القوات الأميركية، لكنها أعادتها لاحقا إلى المنطقة، واستمر وجودها في سوريا منذ ذلك الحين.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلن البنتاغون أنه نشر نحو 2000 جندي في سوريا، وكان هذا العدد أكبر من ضعف العدد الذي كان الجيش يقول منذ سنوات إنه يبلغ نحو 900 جندي.
ووصف متحدث باسم البنتاغون القوات الإضافية البالغ عددها 1100 جندي في ذلك الوقت بأنها “قوات تناوب مؤقتة” لمدة تتراوح بين 30 و90 يوما في كل مرة، وقال إن 900 منهم هم قوات “أساسية” تم نشرها هناك لمدة عام تقريبا.

وقالت “قسد” اليوم الأربعاء إنها لم تتلق أي خطط لانسحاب القوات الأميركية من شمال وشرق البلاد وصرح المتحدث باسم القوات فرهاد شامي بأن “داعش والقوى الخبيثة الأخرى ينتظرون فرصة الانسحاب الأميركي لإعادة النشاط والوصول إلى حالة 2014”.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة على مساحات شاسعة من العراق وسوريا وأرهب ملايين الأشخاص في أوج قوته عام 2014.