بيروت – أقرّ الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم بأن الجماعة المدعومة من إيران خسرت طريق إمدادها بالسلاح عبر سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد قبل نحو أسبوع في هجوم كاسح شنته المعارضة.

وقال في خطاب بثته محطات تلفزيونية دون أن يذكر الأسد بالاسم “نعم خسر حزب الله في هذه المرحلة طريق الإمداد العسكري عبر سوريا ولكن هذه الخسارة تفصيل في عمل المقاومة”، مضيفا “يمكن أن يأتي النظام الجديد ويعود هذا الطريق بشكل طبيعي ويمكن أن نبحث عن طرق أخرى”.

وكان الحزب الموالي لإيران قد دعم نظام الرئيس المخلوع عسكريا خلال الحرب الأهلية الدامية، لكنه اضطر إلى سحب مقاتليه من سوريا خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان وأفقدته الكثير من قدراته العسكرية، بالإضافة إلى مقتل أبرز قياداته يتصدرهم أمينه العام الراحل حسن نصر الله.

ويحرم سقوط الأسد جماعة حزب الله وإيران من حليف مهم فقد سمحت علاقات طهران بدمشق بأن تبسط إيران نفوذها عبر ممر بري، يمتد من حدودها الغربية عبر العراق وصولا إلى لبنان، لنقل إمدادات الأسلحة إلى الجماعة اللبنانية.

وقال قاسم إن “النظام في سوريا سقط على يد قوى جديدة لا يمكننا الحكم عليها إلا عندما تستقر وتتخذ مواقف واضحة وينتظم وضعها”.
وتابع “من حق الشعب السوري أن يختار حكومته ودستوره وخياراته”، معربا عن أمله في ألا تطبّع السلطات السورية الجديدة العلاقات مع إسرائيل.

وقلّل من تداعيات الوضع الجديد في سوريا على لبنان والمنطقة، مشيرا إلى أن حزب الله بصدد متابعة هذا التطور الكبير، مبررا دعم الجماعة اللبنانية خلال السنوات الماضية نظام الأسد بأن الأخير وقف في “الموقع المعادي لإسرائيل”.

وتطرق قاسم إلى الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان، قائلا “أفشلنا هدف العدو في القضاء على المقاومة وسحقها وهجّرنا المستوطنين وما أنجزه العدو هو إيلامنا بقتل قادتنا”.
واعتبر أن “المقاومة انتصرت في المواجهة مع إسرائيل لأن العدو لم يتمكن من تحقيق هدفه المركزي بالقضاء على حزب الله وإعادة المستوطنين بلا اتفاق”، مضيفا “منعنا الدولة العبرية من الدخول إلى الشرق الأوسط الجديد من بوابة لبنان”.
وبشأن اتفاق وقف النار، قال قاسم إن إسرائيل هي من سعت إلى هذا الاتفاق بعدما أدركت أن الأفق في مواجهة مقاومة حزب الله مسدود.
وأكد أن “الاتفاق هو لإيقاف العدوان لا لإنهاء المقاومة وهو اتفاق تنفيذي للقرار 1701 ويرتبط بجنوب نهر الليطاني حصرا”.
وتابع “صبرنا خلال هذه الفترة على مئات الخروقات الإسرائيلية من أجل أن نساعد على تنفيذ الاتفاق، ولنكشف العدو ونضع كل المعنيين أمام مسؤولياتهم”.
وشدد على أن الحكومة اللبنانية هي المعنية بمتابعة منع الخروقات الإسرائيلية، بالإضافة إلى للجنة المكلفة بذلك، موضحا أن “برنامج عمل الحزب في المرحلة المقبلة هو تنفيذ الاتفاق في جنوب نهر الليطاني وإعادة الإعمار وانتخاب الرئيس والحوار حول القضايا الإشكالية ومنها: ما موقف لبنان من الاحتلال الإسرائيلي لأرضه؟ وكيف نقوّي الجيش اللبناني؟ وماهية استراتيجية الدفاع اللبنانية”.
ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يسود اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، أنهى قصفا متبادلا بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة بداية من 23 سبتمبر/أيلول الماضي.