طرابلس – لا تزال ليبيا ساحة للصراعات الدولية رغم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتحقيق تقدم سياسي وإنهاء الانقسام والمرور نحو انتخابات شفافة. غير أن الكثير من القوى السياسية تسعى لجلب التدخلات الخارجية.
وقد اتهم النائب بدر نحيب قوى أوروبية بتعطيل المسار الديمقراطي في البلاد، داعيًا روسيا للتدخل لقطع الطريق أمامها مشددا على أن بعض الأطراف الخارجية “تسعى لفرض أجنداتها على العملية السياسية في البلاد”. 
وأكد على “أهمية إنهاء نظرية القطبية الأحادية في العالم”، قائلاً إن “التوازن الدولي ضروري لضمان استقرار ليبيا وإبعادها عن الضغوط الخارجية”.

ولم يوضح النائب الدول الأوروبية المتورطة في تعطيل المسار، لكن دعوته لتدخل روسي تكشف ارتباط بعض القوى بجهات خارجية سواء تركيا أو روسيا أو الولايات المتحدة.
وتلعب روسيا دورًا متزايدًا في الصراع الليبي، حيث تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة من خلال دعمها لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر. 
وقد أظهرت تقارير أن روسيا تستخدم مقاولين عسكريين خاصين وتوريد الأسلحة والنفوذ السياسي لتحقيق أهدافها في ليبيا. كما تسعى روسيا لتحقيق حضور بحري دائم في البحر الأبيض المتوسط والسيطرة على طرق العبور من ليبيا، مما يعزز طموحاتها في إبراز قوتها في المنطقة.
وقد عززت روسيا من تواجدها في شرق ليبيا من خلال نقل معدات من قاعدتي حميميم وطرطوس في الساحل السوري نحو ميناء طبرق.
ومن جهة أخرى، تلعب تركيا دورًا بارزًا في الصراع الليبي من خلال دعمها لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس. وقد أنشأت تركيا قواعد عسكرية في ليبيا وتقوم بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لحكومة الوفاق. 
وتسعى السلطات التركية لتعزيز نفوذها في المنطقة من خلال تحقيق استقرار طويل الأمد في ليبيا واستخدامها كنقطة انطلاق لتوسيع نفوذها في منطقة الساحل.
كذلك تلعب الدول الأوروبية دورًا معقدًا في المشهد الليبي حيث تسعى بعض الدول، مثل فرنسا وإيطاليا، لتحقيق مصالحها الخاصة في ليبيا من خلال دعم قوى سياسية معينة وتقديم المساعدات العسكرية والسياسية. 
وتتنافس هذه الدول فيما بينها لتحقيق نفوذ أكبر في ليبيا، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والأمني في البلاد. كما تسعى الدول الأوروبية إلى حماية مصالحها الاقتصادية، بما في ذلك شركات النفط والطاقة التي تعمل في ليبيا.
وتواجه ليبيا تحديات كبيرة نتيجة التدخلات الأجنبية المتزايدة من قبل روسيا وتركيا والدول الأوروبية. يسعى كل من هذه القوى لتحقيق مصالحه الخاصة في ليبيا، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والأمني في البلاد. ويتطلب تحقيق الاستقرار في ليبيا تعاونًا دوليًا وإقليميًا لضمان عدم استغلال القوى الخارجية للوضع لتحقيق مصالحها الخاصة.
من جانبها تحاول الأمم المتحدة جاهدةً تحقيق تقدم سياسي وإنهاء الانقسام في ليبيا، لكن التدخلات الخارجية تعيق هذا التقدم ناهيك عن سطوة الميليشيات.
وتجري البعثة الأممية مباحثات مع الأطراف الليبية المختلفة لحثها على تحقيق توافق سياسي وإجراء انتخابات شفافة إضافة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في ليبيا وتحسين الظروف المعيشية.