الخرطوم – تمكنت قوات “درع السودان” وهي قوات رديفة متحالفة مع الجيش السوداني من دخول ولاية الخرطوم على وقع تقدم ميداني أحرزته قوات الجيش في الفترة الماضية ومع إصرار رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان على الحسم العسكري، فيما أعلن وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف الاقتراب من انهاء الحرب.
ودرع السودان أسسها اللواء أبو عاقلة محمد أحمد كيكل في عام 2022 وهو ضابط سابق في الجيش السوداني ويتميز بنفوذ شعبي واسع وتتكون من 75 الف عنصر.
وقد أعلنت تنسيقية لجان مقاومة كرري وفق ما نقله موقع “اخبار شمال افريقيا” ان قوات درع السودان استعادت السيطرة على مدينتي رفاعة وتمبول، بالإضافة إلى الحيصاحيصا ومناطق محيطة في ولاية الجزيرة.
وشددت على أن هذه الانتصارات توسع نطاق السيطرة العسكرية لقوات الدرع على المنطقة الوسطى وتقدمه نحو مدينة الكاملين.

ويأتي تقدم الميليشيات المدعومة من الجيش بعد سلسلة من الانتصارات العسكرية على حساب قوات الدعم السريع مكان آخرها استعاد السيطرة على مدينة رئيسية في ولاية شمال كردفان وعلى وسط مدينة بحري شمال الخرطوم بما في ذلك جسر المك نمر الرابط بين العاصمة وبحري للمرة الأولى منذ 21 شهرا، في تقدم من شأنه أن يعقد جهود الحل السلمي ويقوض أكثر فرص حوار يدعو له المجتمع الدولي لإنهاء أزمة فاقمت معاناة السودانيين.
والأسبوع الماضي زار البرهان مقر القيادة العامة في العاصمة الخرطوم، بعد يومين على استعادة جيشه المبنى الذي كانت تحاصره قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023 متعهدا بمواصلة القتال والتعويل على الحسم العسكري. وتقول مصادر ان الجيش السوداني تحصل على دعم عسكري من دول مثل ايران وتركيا ومصر.
ويأتي التقدم العسكري الأخير في ولاية الخرطوم فيما شدد وزير الخارجية السوداني في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي الاحد أن الجيش السوداني يحقق انتصارات كبيرة ويقترب من إنهاء الحرب.
وقد أشاد بما وصفها بالإنجازات قائلا انها “تعود لدعم الشعب السوداني لجيشه، وكذلك لمساندة مصر للسودان في هذه المرحلة الحرجة.”
بدوره ثمن وزير الخارجية المصري العلاقات التاريخية بين البلدين، مؤكداً تضامن مصر مع السودان ودعمها لاستعادة السلم والاستقرار.
كما ناقش الوزيران أهمية التعاون المستمر بين البلدين، خاصة في ملف الأمن المائي وعودة السودان إلى الاتحاد الإفريقي، وأكد الطرفان على وحدة المصير والمصالح المشتركة بين الشعبين.
ورغم إصرار الجيش السوداني على الحسم العسكري لا تزال هنالك جهود إقليمية ودولية لدعم جهود إحلال السلام في البلد الذي دمرته الحرب.
وقد كشف مصدر دبلوماسي وفق ما نقله موقع “اخبار شمال افريقيا” أن قمة استثنائية لمجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي ستُعقد منتصف شباط/فبراير الجاري، لمناقشة الوضع في السودان.
ووفق المعطيات تهدف القمة التي ستجمع رؤساء الدول والحكومات، تهدف إلى تقييم الوضع الحالي والتطورات المتسارعة، بالإضافة إلى وضع خطة لوقف إطلاق النار.
وكان وزير الخارجية السوداني أكد على جهود الحكومة لعودة السودان إلى الاتحاد الإفريقي، حيث عُلقت عضويته في عام 2021 بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المدنية.