موسكو/طهران – دافعت موسكو عن حق طهران في امتلاك الطاقة النووية السلمية، معتبرة أن حليفتها تتصرف وفقا للقانون الدولي، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة وإسرائيل لمحادثات رفيعة المستوى بشأن البرنامج النووي الإيراني الأسبوع المقبل.

وعبرت روسيا عن استعدادها للتوسط بين إيران، التي وقعت معها معاهدة شراكة استراتيجية في يناير/كانون الثاني تتضمن تعزيز التعاون الدفاعي، وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تسعى روسيا جاهدة لتحسين العلاقات معها.

وكانت إيران أحد الموضوعات التي جرى نقاشها في مكالمة هاتفية مطولة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء، والتي أعلن البيت الأبيض بعدها أن الزعيمين “اتفقا على أن طهران يجب ألا تكون في وضع يسمح لها بتدمير إسرائيل”.

وفي إفادة صحفية، سئل المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عن رد فعل روسيا إذا لجأت الولايات المتحدة أو إسرائيل إلى شن هجمات على البنية التحتية النووية الإيرانية ورد قائلا “نحن مقتنعون بأن مشكلة البرنامج النووي الإيراني يجب أن تحل بالوسائل السلمية السياسية والدبلوماسية فقط ونعتقد أن كل ما يلزم لذلك متوفر. كل ما نحتاجه هو الإرادة”.

وأضاف “ثانيا، لإيران، شأنها شأن جميع الدول الأخرى، الحق في تطوير القطاع النووي السلمي والطاقة النووية السلمية وهي تتخذ خطوات مهمة في هذا الاتجاه. وكل هذا يتم مع الالتزام التام بالقانون الدولي”.

وأوضح بيسكوف أن موسكو تقبل تصريحات إيران المتكررة بأنها لا تنوي امتلاك أسلحة نووية.وحذر ترامب القيادة الإيرانية في رسالة وجهها هذا الشهر من أن أمامها خيارا بين إبرام اتفاقٍ نووي مع الولايات المتحدة أو مواجهة عملٍ عسكري محتمل. وقالت إيران إنها تدرس “الفرص” والتهديدات الواردة في رسالته.

وتخضع روسيا وإيران لعقوبات غربية تقوّض قطاع الطاقة الحيوي لكليهما وتكثف موسكو جهودها للخروج من عزلتها الدولية المفروضة عليها منذ بدأت هجومها العسكري على أوكرانيا في العام 2022، بينما تئن طهران تحت وطأة أزمة اقتصادية ومالية في وقت تزداد فيه الأوضاع المعيشية لفئات واسعة من الإيرانيين تدهورا بسبب ارتفاع التضخم إلى مستويات قاسية وانهيارات متتالية لسعر صرف العملة. 
وتعززت العلاقات العسكرية بين الجانبين بعد أن زودت إيران روسيا بترسانة من المسيرات إضافة إلى تدريب العشرات من العسكريين الروس على استخدام أسلحة موجهة بالأقمار الصناعية كما زودت موسكو طهران بأسلحة دفاعية خاصة منظومات صواريخ مضادة للطائرات.
وخلال فترة رئاسته الأولى (2017 – 2021)، انسحب ترامب من الاتفاق التاريخي بين إيران وقوى عالمية، والذي فرض قيودا صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات. وبعد انسحاب ترامب في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، انتهكت إيران تلك القيود وتجاوزتها بكثير.

ويخشى المسؤولون الغربيون من أنه إذا امتلكت إيران أسلحة نووية، فقد تهدد إسرائيل ودول الخليج المنتجة للنفط، وتشعل سباق تسلح إقليمي. وتنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

وأوضحت إسرائيل، التي يعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك ترسانة نووية لكنها لا تؤكد أو تنفي ذلك، أنها تريد الاصطفاف مع الولايات المتحدة في أي إجراء ضد إيران، عدوها اللدود في المنطقة.