بيروت – تأهلت ثلاثة أعمال سينمائية، أحدها صيني والآخر ألماني والثالث أميركي، من خلال فوزها بجوائز مهرجان بيروت الدولي للأفلام القصيرة التي وُزعت السبت في العاصمة اللبنانية، إلى التصفيات الأولية للأوسكار في هذه الفئة.

وأوضح منظمو مهرجان بيروت الدولي للأفلام القصيرة أنه أصبح اعتبارا من دورته هذه السنة، وهي الثامنة عشرة له، واحدا من 110 مهرجانات فحسب في العالم (من أصل نحو 14 ألفا)، تتأهل الأعمال الفائزة بها لخوض السباق إلى الترشيحات النهائية لجوائز الأوسكار المخصصة لهذه الفئة.

وأكد مدير المهرجان وأحد مؤسسيه سام لحود لوكالة فرانس برس أنه بات ثالث مهرجان عربي معتمَد من منظمي الأوسكار، والأول لبنانيا يحظى بهذا الامتياز.

ويشكل المهرجان من الآن فصاعدا بحسب لحود “مفتاحا للمخرجين الفائزين بمسابقته الرسمية لإيصال أعمالهم إلى أهم منبر سينمائي عالمي”.

وضمّت النسخة الثامنة عشرة التي حملت عنوان “الولادة الجديدة” 92 فيلما اختيرت من بين نحو 1200 من 110 دول تقدمت بطلبات مشاركة.

وتوزعت الأفلام على أربع مسابقات وتولت اختيار الفائزين أربع لجان تحكيم ضمت ممثلين ومخرجين ومديري مهرجانات لبنانيين وأجانب.

ومن بين الأفلام الـ45 التي أُدرجت في مسابقة المهرجان الرسمية، نال “إيه سامرز إند بويم” A Summer’s end poem للصيني لام كان-تشاو جائزة أفضل فيلم روائي قصير. ويصوّر هذا الفيلم بطريقة شاعرية الانتقال من مرحلة الطفولة إلى المراهقة من خلال مغامرة فتى يمضي إجازة الصيف مع جده في الريف.

وطرح فيلم “غيتي أبورشنز” Getty abortions للألمانية فرنزيسكا كابش الذي نال جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير موضوع الإجهاض.

أما جائزة أفضل فيلم تحريكي قصير فكانت من نصيب “تِنس، أورنجز”Tennis Oranges للمخرج الأميركي شون بيكنولد عن مكنسة آلية تترك وظيفتها المملّة وتتنقل للعيش في مكان آخر تكتشف خفاياه وأبعاده.

واستُحدِثَت في هذه الدورة مسابقة بعنوان “الأرض والسلام والعدالة” ضمّت عشرة أفلام تتطرق إلى “قضايا الهوية وحقوق الإنسان والنزوح التي يعانيها العالم”.

وفاز “برجعلك” دقائق للفلسطيني عدي جعبة بأفضل فيلم في هذه الفئة، إذ رأت لجنة التحكيم أنه ينطوي على “رمزية وحس فكاهي ممزوج بالأمل”.

وقال عدي جعبة عبر الشاشة على أثر تلقيه الجائزة إن “رسالة كل مخرج أن يُبرز العدالة في العالم (…). أنا أفتخر أنني فلسطيني، ونحن هنا وسنبقى ولن نذهب إلى أي مكان آخر”.

وضمن الفئة عينها نال تنويه لجنة التحكيم الخاص وجائزة الجمهور فيلم “نوّير، ساموير، إنيوير” Nowhere, Somewhere, Anywhere لجوانا أغازاريان (22 عاما) الذي يعالج إشكالية الانتماء للأرض والوطن من خلال معاناة المخرجة الأردنية الأرمنية التي تشعر بأنها لبنانية، لكنّها لا تستطيع الحصول على الجنسية.

وفي المهرجان جائزة سنوية خاصة منحها الناقد والناشط إميل شاهين للفيلم الروائي القصير اللبناني “فرحين” للمخرجة ميرنا بو عبود. وقال عنه لوكالة فرانس برس “وجدته مختلفا يدور في أجواء أغاثا كريستي في إطار سيناريو محبوك يتجاوب مع المعايير الفنية التي أشجعها”.