أبوظبي – أعلن الملياردير الاماراتي خلف الحبتور الخميس نيته الاستثمار في لبنان لكنه اشترط في المقابل تشكيلا “صحيحا” للحكومة بعيدا عن المحاصصة والتبعية وعدم تشريك من تورطوا في تدميره وجلب الحروب والدمار إليه في إشارة الى حزب الله دون تسميته.
وقال رجل الاعمال في منشور على حسابه في منصة “اكس” “يسرني أن أعلن عن نيتي الاستثمار في مشروع كبير وطموح فور تشكيل الحكومة الجديدة. هذا المشروع يحمل رؤية للمساهمة في النهضة الاقتصادية وتأمين آلاف الوظائف، ليكون إضافة حقيقية لدعم اقتصاد لبنان وإعادة الثقة به”.

وأضاف رابطا بين قرار الاستثمار في لبنان وتشكيل حكومة صحيحة “يجب أن نكون واضحين، أي استثمار سواء منا أو من غيرنا سيتوقف بشكل أساسي على التشكيل الصحيح لهذه الحكومة”.
وشدد على رفض التبعية او المحاصصة الحزبية في إشارة لحزب الله المدعوم من إيران قائلا “لا يمكن أن يكون في الحكومة المقبلة مكان لأي تبعية أو محاصصة أو وجود لمن تسببوا في خراب لبنان، انهيار اقتصاده، وإشعال الحروب”.
ويشير الحبتور للحرب الإسرائيلية الأخيرة المدمرة على لبنان والتي حمل جزءا من المسؤولية عنها لحزب الله.
ووجه رجل الاعمال الاماراتي نصيحة لمن سيقود لبنان في المستقبل لإخراج البلاد من أزمتها ودفع الاستثمارات الخارجية لتعزيز الاقتصاد قائلا “هذه المرحلة تتطلب قادة مخلصين، فريقا وزاريا من الكفاءات والخبرات، يعمل بإخلاص لوضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار أي تساهل في التشكيل أو القبول بالتبعية لن يؤدي إلا إلى استمرار الأزمة، وسيغلق أبواب الاستثمار والنهضة على لبنان وشعبه”.
وترغب بيروت في جلب الاستثمارات الخارجية خاصة الخليجية لإعادة اعمار البلاد بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة لكن دول الخليج تتطلع لحكومة وطنية بعيدا عن المحاصصة والتبعية وتنظر بكثير من القلق بشأن إمكانية مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة او إدارة البلاد من خلف الكواليس.
لكن في المقابل يؤكد رئيس الوزراء المكلف نواف سلام أنه يرفض مبدأ المحاصصة في تشكيل الحكومة وعدم تقديمه وعودا بحقائب وزارية لأي جهة في رسالة واضحة لحزب الله وحركة أمل الراغبتان في ابقاء هيمنتهما على وزارة المالية.
وكانت مجموعة الحبتور التي يملكها أحمد الحبتور، ومقرها دبي ألغت بداية العام الجاري خطة لإطلاق قناة تلفزيونية جديدة في لبنان بعد أن واجهت المجموعة وموظفوها تهديدات جسدية.
وقالت إنها ألغت إطلاق القناة التلفزيونية التي كانت تستهدف بث برامج ثقافية واجتماعية ورياضية بسبب غياب المناخ الملائم في بلد سيطر عليه حزب الله لكن مع التغييرات التي يشهدها البلد وانتخاب رئيس جديد للبلاد والعمل على تشكيل حكومة وطنية بدأت رؤوس الأموال في الخليج تغير مواقفها تدريجيا.
وسبق أن أغلقت مجموعة إم.بي.سي مكاتبها في لبنان بمعداتها وموظفيها وتوجهت إلى السعودية قبل أكثر من عامين، بالتزامن مع تصريحات وزير الإعلام اللبناني آنذاك جورج قرداحي التي اعتبرت مسيئة للسعودية، وساهمت في نفور رأس المال الخليجي من المساهمة في الإعلام اللبناني.
لكن السعودية على ضوء التغييرات السياسية الكبيرة التي حصلت في لبنان خاصة تراجع نفوذ حزب الله وإيران تسعى للعودة بقوة عبر جهود الاعمار ودعم الاقتصاد والاستثمار.
وأدت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والتي انتهت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحزب الله لتغييرات سياسية داخلية هامة من الممكن أن تفتح مجالات أوسع للتعاون بين بيروت وعواصم خليجية.