أربيل – قُتل عنصران من حرس الحدود العراقيين وأُصيب آخر في إطلاق نار من قبل عناصر في حزب العمال الكردستاني في الإقليم المحاذي لتركيا، على ما أعلنت وزارة الداخلية العراقية اليوم الجمعة، فيما يعد هذا الاشتباك نادرا بين قوات الأمن والحزب الذي تصنفه أنقرة ”تنظيما إرهابيا” وتقصف مواقعه في شمال العراق بذريعة مكافحة الإرهاب، بينما تضغط على بغداد لملاحقة مقاتيله.

وقالت الوزارة في بيان “أثناء قيام قوات الحدود العراقية بواجبها في تأمين الشريط الحدودي العراقي التركي في ناحية باطوفة التابعة لقضاء زاخو في محافظة دهوك الحدودية مع تركيا تعرضت لإطلاق نار من قبل عناصر إرهابية تنتمي إلى منظمة حزب العمال الكردستاني المحظورة”.

وأضافت “أدّى ذلك إلى استشهاد اثنين من مقاتلي لواء الحدود الأول في قيادة حدود المنطقة الأولى كما أُصيب مقاتل آخر”.

وقالت مصادر أمنية إن حرس الحدود من الأكراد العراقيين وإن الاشتباك وقع بعد منع مقاتلي حزب العمال الكردستاني من عبور نقطة حدودية كردية عراقية.

وكان مسؤول في حرس الحدود تحدث في وقت سابق من اليوم الجمعة عن حدوث “إطلاق نار واشتباك” بين عناصر عراقيين وعناصر من الحزب.

وأكّد أمير علي المتحدث باسم مديرية صحة قضاء زاخو لفرانس برس “تسليم الجثتَين إلى عائلتيهما فيما المصاب حالته مستقرة ويتلقى العلاج”.

وشددت الحكومة العراقية المركزية في الأشهر الأخيرة لهجتها ضد المقاتلين الأكراد الأتراك الذين يملكون قواعد خلفية في جبال إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي.

ويستضيف الإقليم منذ 25 عاما، قواعد للجيش التركي الذي يشنّ عمليات برية وجوية ضد المقاتلين الأكراد. وفي مارس/آذار 2024 عقب زيارة قام بها مسؤولون أتراك كبار إلى العراق، اعتبرت بغداد حزب العمال الكردستاني “منظمة محظورة”.

وتطالب أنقرة بغداد بالمشاركة في مكافحة الحزب أكثر من أي وقت مضى. وفي منتصف أغسطس/آب، وقّع البلدان اتفاق تعاون عسكري يتعلق بإنشاء مراكز قيادة وتدريب مشتركة كجزء من الحرب ضد حزب العمال.

وينظر إلى تركيا على أنها تستدرج العراق إلى مواجهة مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني، بينما يقيم تصنيف بغداد الحزب “منظمة محظورة” الدليل على استعدادها للتعاون مع أنقرة للقضاء على تهديده.

وتريد أنقرة أن تقيم حزاما أمنيا في شمال العراق بعمق يتراوح بين 30 و40 كيلومتراً على غرار ما فعلته في سوريا، وأن تضمن من خلال هذه العملية قطع الصلة بين العمال الكردستاني في شمال العراق ووحدات حماية الشعب الكردي في شمال سوريا.

ونفذ الجيش التركي العديد من العمليات العسكرية الجوية والبرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ومواقعهم شمالي العراق، بينما اقتصر رد الحكومة العراقية المركزية على إصدار بيانات الاحتجاج على انتهاك سيادة أراضي البلاد.