القاهرة – أبلغت مصادر أمنية اليوم الاثنين بأن مصر قدمت مقترحا جديدا قبل أيام يهدف إلى استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بينما يسعى الجيش الإسرائيلي لتصعيد هجماته في محاولة الضغط العسكري على حركة حماس.
ويأتي المقترح بعد تصعيد في العنف جراء استئناف إسرائيل للعمليات الجوية والبرية ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الثلاثاء مما أنهى عمليا فترة هدوء نسبي استمرت نحو شهرين.
وذكرت المصادر أن الخطة المصرية تقترح إطلاق حماس سراح خمسة رهائن إسرائيليين أسبوعيا على أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول.
وقالت إن الولايات المتحدة وحماس وافقتا على الاقتراح لكن إسرائيل لم ترد بعد مضيفة أن المقترح المصري تضمن أيضا جدولا زمنيا للإفراج عن جميع الرهائن في مقابل جدول زمني لانسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة مدعوما بضمانات أميركية.
واتهمت حماس إسرائيل بانتهاك بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني، لكنها قالت إنها لا تزال مستعدة للتفاوض على وقف إطلاق النار وتدرس مقترحات من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وأراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين من غزة، دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت “حماس” ببدء المرحلة الثانية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، الاثنين، ارتفاع حصيلة الحرب التي تشنها إسرائيل إلى 50 ألفا و82 قتيلا و113 ألفا و408 إصابات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة في بيان “وصل مستشفيات قطاع غزة 61 شهيدا (بينهم 4 شهداء قتلوا في أوقات سابقة وانتشلت جثامينهم) و134 إصابة، خلال 24 ساعة الماضية”.
وأوضحت أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 18 مارس/آذار الجاري ارتفعت إلى “730 شهيدا وألف و367 إصابة”. وبذلك، أعلنت ارتفاع حصيلة الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى “50 ألفا و82 شهيدا، و113 ألفا و408 إصابات”.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأشارت في بيانها إلى وجود عدد من الضحايا تحت ركام المنازل المدمرة وفي الطرقات حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وقد أكدت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الاثنين، أن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تسبب بخسائر فادحة بالأرواح.
وقالت كالاس في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بالقدس الغربية: “للأسف، تأتي زيارتي في وقت عصيب، لقد تسبب انهيار وقف إطلاق النار في خسائر فادحة في الأرواح”.
من جهته أعلن ساعر، خلال المؤتمر الصحفي، عن شروط إسرائيل لإنهاء الحرب قائلا إنه “يمكن أن تنتهي الحرب غدا، بإطلاق سراح رهائننا، ونزع سلاح غزة، وانسحاب قوات حماس والجهاد الإسلامي المسلحة من هناك”.
وادعى أن الحرب لدى إسرائيل “ليست أيديولوجية، وسنكون سعداء بتحقيق أهدافنا بالوسائل الدبلوماسية” مستدركا “ولكن إن لم يكن ذلك ممكنا، فلا خيار أمامنا سوى مواصلة جهودنا العسكرية”.