بيروت – أفاد مصدر مقرب من حزب الله بأن إسرائيل أسرت سبعة من مقاتليه خلال الحرب التي دارت بين الطرفين وتلقت فيها الجماعة المدعومة من إيران ضربات موجعة أدت إلى تراجع قدراتها العسكرية وانحسار نفوذها السياسي في لبنان بعد أن فقدت أغلب قاداتها ومن أبرزهم أمينها العام الراحل حسن نصر الله.

ويلف الغموض مصير مفاوضات محتملة بين إسرائيل وحزب الله بشأن إطلاق سراح أسرى الجماعة اللبنانية التي لم تعلن عن أسر جنود إسرائيليين خلال المواجهة الأخيرة، ما يجعل إبرام صفقة تبادل مهمة صعبة.

وقال المصدر إن القوات الإسرائيلية اعتقلت سبعة من مقاتلي الحزب خلال المواجهات التي استمرت إلى حين سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين، مضيفا أن الدولة العبرية أسرت أربعة أشخاص في قرى حدودية بجنوب لبنان الأحد، مع محاولة المئات الدخول إلى هذه المناطق رغم عدم انسحاب القوات الإسرائيلية منها.

وخاضت الدولة العبرية والحزب المدعوم من إيران نزاعا امتد أكثر من عام، بدأ في أكتوبر/تشرين الأول 2023 على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. وبعد أشهر من تبادل القصف عبر الحدود، وسّعت إسرائيل اعتبارا من سبتمبر/أيلول، ضرباتها الجوية ضد معاقل للحزب في لبنان ونفذت عمليات برية في مناطق حدودية.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية، كان يفترض بالقوات الاسرائيلية الانسحاب من جنوب لبنان بحلول 26 يناير/كانون الثاني، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة “يونيفيل” في هذه المناطق. لكن الدولة العبرية أكدت أنها لن تنجز انسحابها في هذا الموعد.

وأعلن البيت الأبيض الأحد أنه تم تمديد الاتفاق حتى 18 فبراير/شباط، مشيرا إلى أن “حكومات لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة ستبدأ مفاوضات لإعادة المعتقلين اللبنانيين الذين تم أسرهم بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل وشكّل شرارة اندلاع الحرب في غزة”. ولم يحدد البيت الأبيض عدد المعتقلين.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني إن قوات كوماندوس بحرية إسرائيلية اعتقلت عنصرا رفيعا في حزب الله في مدينة البترون الساحلية بشمال لبنان.

والأحد أكد الجيش الإسرائيلي اعتقال عدد من المشتبه فيهم في جنوب لبنان، مؤكدا أنهم شكّلوا تهديدا حقيقيا لقواته.

وأقر مسؤول في الحزب في 22 أكتوبر/تشرين الثاني بوجود أسرى من مقاتليه لدى إسرائيل، من دون أن يحدد عددهم. وخلال عقود من الصراع بين إسرائيل وحزب الله، أجرى الطرفان عدة عمليات تبادل للأسرى والمعتقلين، تعود آخرها إلى العام 2008.

وميدانيا قتل شخص وأصيب 7 آخرون اليوم الاثنين بنيران الجيش الإسرائيلي في اليوم الثاني لتوجه سكان المناطق الحدودية جنوب لبنان.
ومنذ فجر الأحد، بدأ لبنانيون بالتوافد إلى قراهم التي هُجّروا منها بالتزامن مع انتهاء مهلة الستين يوما التي كان على الجيش الإسرائيلي أن ينسحب بحلولها من جنوب لبنان.
وقالت وزارة الصحة في بيان إن “اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة أدّت حتى الساعة إلى سقوط شهيد و7 جرحى”.