القاهرة – طرحت مصر مبادرة لإعمار قطاع غزة دون اخراج الفلسطينيين من أرضهم فيما تواجه والأردن ضغوطا كبيرة من الولايات المتحدة لاستقبال سكان القطاع.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي الأحد في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الجيبوتي محمود يوسف، الذي يجري زيارة غير محددة المدة إلى القاهرة، بحسب ما نقلته قناة “القاهرة الإخبارية” إن بلاده تملك “رؤية واضحة” بشأن إعادة إعمار قطاع غزة دون خروج أي فلسطيني من أرضه.
وقد دعا الرئيس الاميركي دونالد ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة منها مصر والأردن.
وقال عبدالعاطي إن “الجهود المصرية بشأن غزة مستمرة، ولن تتوقف فيما يتعلق بتنفيذ الاستحقاقات الخاصة لاتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث” مضيفا “لدينا رؤية واضحة في إعادة إعمار قطاع غزة دون خروج أي مواطن من أرضه”.

وفي 26 يناير/كانون الثاني الماضي، تحدث ترامب عن مقترح لنقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وأكده في أكثر من مناسبة لاحقا، آخرها الجمعة، متذرعا بـ”عدم وجود أماكن صالحة للسكن في القطاع” الذي أبادته إسرائيل، وسط رفض فلسطيني وعربي.
وكان وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والأردن اكدوا في أعقاب اجتماعهم السبت الماضي في القاهرة رفضهم تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو التشجيع على نقلهم، معبرين عن أملهم بالعمل مع إدارة دونالد ترامب من أجل تنفيذ حل الدولتين.
ودائما ما شكل أي اقتراح برحيل الفلسطينيين من غزة، التي يريدونها جزءا من دولتهم، كابوسا للقيادة الفلسطينية بأجيالها المتعاقبة ورفضته دول الجوار العربية مرارا منذ بدء حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويعيش في الأردن بالفعل عدة ملايين من الفلسطينيين في حين يعيش عشرات الآلاف منهم في مصر. ورفضت وزارتا الخارجية في مصر والأردن دعوة الرئيس الاميركي الأسبوع الماضي.
وشهد معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر الجمعة الماضي احتشاد آلاف المصريين رفضا لتهجير الفلسطينيين خارج بلادهم، فيما توافدت حشود أخرى من محافظات عدة.
ومساء الخميس، شهدت محافظات مصرية عديدة منها البحيرة وكفر الشيخ والغربية وبورسعيد والإسماعيلية والشرقية والقليوبية وبني سويف فعاليات رافضة لتهجير الفلسطينيين.
والأربعاء الماضي، شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مؤتمر صحفي بالقاهرة على أن “ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”، مؤكدا عزم بلاده على العمل مع الرئيس الأميركي للتوصل إلى سلام قائم على حل الدولتين.
والأحد غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إسرائيل اليوم الأحد إلى واشنطن للقاء ترامب على أمل أن تشهد العلاقات مع الولايات المتحدة بداية جديدة بعد توتر شابها في عهد الإدارة السابقة على خلفية حرب غزة. ومن المنتظر أن يتم نقاش ملف اليوم التالي في قطاع وبقاء حماس في حكم غزة.
وفي سياق آخر مرتبط بتداعيات الحرب التي شنت على القطاع قال الوزير المصري “لا مبرر للتصعيد في منطقة البحر الأحمر بعد نجاح مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة” مضيفا “نؤكد ضرورة تعزيز أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة البحرية، ونرفض أي وجود عسكري لأي دولة غير مشاطئة للبحر الأحمر”.