القاهرة – قال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي اليوم الأحد إن مصر والسودان اتفقا على تشكيل فريق عمل مشترك للتركيز على ملف إعادة إعمار السودان بعد أن يتوقف القتال هناك، فيما أبدت القاهرة رفضها للحكومة الموازية التي أعلنت عنها قوى سياسية وجماعات مسلحة إضافة لقوات الدعم السريع.
والسبت، وقَّعت قوات “الدعم السريع” وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، بالعاصمة نيروبي، ميثاقا سياسيا لتشكيل حكومة موازية للسلطات بالسودان، فيما احتجت الحكومة على استضافة كينيا لهذا المؤتمر. وتعرف العلاقات بين رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ودول الجوار بخلاف مصر تدهورا في الفترة الأخيرة.
وقال عبدالعاطي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني علي يوسف الشريف في القاهرة عقب انعقاد جلسة لآلية المشاورات السياسية بين البلدين “أن الأوضاع في السودان تؤثر بشكل مباشر على مصر، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السودانية واحترام سيادتها. 
وأضاف أن البلدين اتفقا على تعزيز التعاون في المجالات التجارية والثقافية والتعليمية، وأكدا على عدم التدخل في الشأن الداخلي السوداني.

ومن ناحية أخرى، أكد الجيش السوداني استعادة السيطرة على مدينة القطينة وفتح الطريق إلى مدينة الأبيض بعد تدمير وحدات لقوات الدعم السريع شبه العسكرية. تأتي هذه التطورات في إطار الجهود المستمرة للجيش السوداني لاستعادة السيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرته وسط تنديد دولي واقليمي باستخدام مكثف للعنف دون اعتبار لمصير المدنيين.
وأوضح البيان المشترك عقب اجتماع آلية التشاور السياسي المشتركة أن وفدي البلدين ناقشا تطورات الأوضاع في السودان، وأكدا على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه واحترام سيادته وكافة مؤسساته الوطنية، بما في ذلك القوات المسلحة، وعدم التدخل في الشأن الداخلي السوداني تحت أي ذريعة.
وأشار البيان أيضًا إلى توافق الجانبين على حماية حقوق البلدين المائية وفقًا للاتفاقيات المبرمة، والدعوة إلى الامتناع عن التحركات الأحادية التي تضر بمصالحهما المائية. ومنذ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا أسفرت عن آلاف القتلى والنازحين.
في هذا السياق، أكد عبدالعاطي رفض مصر لأي حكومة موازية للحكومة الشرعية في السودان وأي تدخل خارجي في الشأن السوداني. وأوضح أن الحكومة الموازية التي تسعى قوات الدعم السريع لتشكيلها لن تحظى باعتراف أحد، مشيرًا إلى أن مصر ترفض أي خطوات من شأنها المساس بسيادة السودان.
واتفاق المجتمعون في نيروبي على انشاء دستور انتقالي يضمن التنوع، في انتظار تشكيل حكومة وحدة هدفها إحلال السلام وتخفيف معاناة المواطنين الذين تضرروا من الحرب، وهو ما من شأنه أن يسحب سيادة الدولة من قبضة الجيش السوداني.
وتعتبر القاهرة من أبرز الداعمين للجيش السوداني فيما اتهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي سلاح الجو المصري بشن هجمات ضد قواته.
كما شدد الجانبان على ضرورة تعزيز التنسيق المشترك حول البحر الأحمر، والالتزام بمبادئ الأمن الإقليمي، ورفض أي تهديدات لحرية الملاحة في هذا الممر الحيوي.
في الختام، يعكس هذا الاتفاق والتعاون بين مصر والسودان أهمية تعزيز العلاقات الثنائية والعمل المشترك لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة. من خلال تعزيز التعاون والتواصل، يمكن للبلدين تحقيق استقرار أكبر والحد من تأثير الجماعات المسلحة على الأوضاع الأمنية والسياسية في كلا البلدين والمنطقة بشكل عام.