نواكشوط – صادقت وزارة الداخلية الموريتانية رسميا على افتتاح المعبر البري الجديد أمغالا مع المغرب والذي سيربط مدينتي السمارة جنوب المملكة وبير أمكرين شمال موريتانيا، في خطوة من شأنها أن تساهم في دفع مسيرة التنمية بالجهة كما ستؤدي إلى مزيد تعزيز مكانة الرباط كبوابة على أفريقيا.

ويعدّ هذا المعبر الحدودي الجديد تنزيلا فعليا لمبادرة الأطلسي التي أطلقها العاهل المغربي الملك محمد السادس مع دول الساحل والصحراء، حيث سيمكن مستقبلا الدول الإفريقية غير الساحلية من الوصول إلى المحيط الأطلسي عبر الأقاليم الجنوبية للصحراء المغربية.

ويمتد هذا المشروع الذي بلغت نسبة تقدم أشغاله 95 في المئة على مسافة 93 كيلومترا وبعرض 6 أمتار، ليشكل بذلك رابطا حيويا بين منطقة أمكالة التابعة لإقليم السمارة وبئر أم كرين الموريتانية، وذلك بتكلفة إجمالية تقدر بـ 49.72 مليون درهم (4.975 مليون دولار).

ويهدف مشروع معبر أمغالا إلى تعزيز الأنشطة الاقتصادية المحلية وتنشيط التجارة والخدمات، بالإضافة إلى خلق فرص عمل جديدة تسهم في تحسين ظروف المعيشة وتعزيز الاستقرار السكاني في إقليم السمارة، كما سيسهّل حركة النقل والتبادل التجاري بين المغرب وموريتانيا ويخفض التكاليف، بالإضافة الى أنه سيساهم في خفض زمن عبور البضائع والمسافرين، ما يخلق انسيابية أكبر للحركة الاقتصادية وتكاملا فعالا في سلاسل التوريد الإقليمية.

وقال مولاي إبراهيم الشريف رئيس بلدية السمارة، في تصريح لموقع هسبريس المحلي، إن هذا المشروع “يعد خطوة استراتيجية هامة في إطار المبادرة الوطنية الأطلسية، التي أطلقها الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية بين المغرب والدول الإفريقية غير الساحلية”.

وأوضح أن افتتاح هذه الطريق يتزامن مع سلسلة من المشاريع التنموية الأخرى من بينها تحسين شبكة الطرق والمعابر، بالإضافة إلى المحطة الطرقية الجديدة التي تم تدشينها حديثا بالمدينة، مضيفا “أن مشروع تهيئة مطار السمارة، الذي سيستقبل قريبا الرحلات المدنية، يعد خطوة كبيرة نحو تعزيز الحركة السياحية والتجارية في المنطقة”، لافتا إلى أن “هذه التحسينات ستساهم في جذب الاستثمارات وتعزيز مكانة السمارة كمحور مهم في الربط بين شمال وغرب إفريقيا”.

وتشهد العلاقات بين المغرب وموريتانيا زخما لافتا منذ الزيارة التي أداها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في ديسمبر/كانون الأول إلى الرباط ومباحثاته البنّاءة مع العاهل المغربي الملك محمد السادس والتي أضفت دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، فضلا عن الاتفاق على الإعداد للجنة العليا المشتركة التي لم تجتمع منذ العام 2022.

وتنظر الجزائر بقلق إلى التقارب بين المغرب وموريتانيا، متوجسة من أن تنضم نواكشوط إلى قائمة الدول المؤيدة لمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

كما تخشى جبهة بوليساريو الانفصالية، المدعومة من الجزائر، أن يؤدي مشروع المعبر الحدودي الجديد بإقليم السمارة الى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الرباط ونواكشوط، لا سيما على إثر ما شهدته العلاقات الثنائية بين البلدين في الآونة الأخيرة من تطّور في ظل طرح مشاريع استراتيجية من الجانب المغربي ومن أبرزها توقيع مذكّرة تفاهم في قطاعي الكهرباء والطاقة المتجددة ومشروع خط الغاز الافريقي الأطلسي الممتد من نيجيريا إلى المغرب مرورا بدول من بينها موريتانيا.