طرابلس – تستضيف القاهرة اليوم الأربعاء الجولة الثالثة من المشاورات المصرية التركية بشأن ليبيا من أجل الوصول الى صيغة توافقية لحلحلة الأزمة الليبية التي تراوح مكانها منذ سنوات.

ويواجه التحالف الجديد بين مصر وتركيا أول اختبار في العام 2025 للعب دور مؤثر للوصول الى حل ينهي الصراع بين الفرقاء الليبيين ويدفع نحو اجراء انتخابات تم تأجيلها منذ 2021 ، ما سيساهم في استقرار الوضع في ليبيا.

وتعرف العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا تقاربا ديبلوماسيا واضحا في الآونة الأخيرة، ترسّخ أكثر مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للقاهرة في فيبراير/شباط الماضي ثم زيارة نظيره المصري عبدالفتاح السيسي الى أنقرة في سبتمبر/أيلول الماضي بعد أكثر من عقد من القطيعة بين البلدين.

وتمهيدا لهذه المشاورات، كان السيسي قد استقبل السبت في القاهرة قائد القيادة العامة للجيش الليبي الخليفة حفتر، بحضور رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد، في أوضح مؤشر على أن السلطات المصرية تكثف جهودها لتسوية الأزمة الليبية، مدفوعة برغبتها في حماية أمنها القومي وتأمين مصالحها.

وأكد الرئيس المصري خلال اللقاء على “حرص مصر على ضمان وحدة وتماسك المؤسسات الوطنية الليبية”، مشددا على أهمية التنسيق بين جميع الأطراف الليبية لبلورة خارطة سياسية متكاملة تؤدي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المنتظرة في البلاد.

ووفق بيان الرئاسة المصرية، شدد السيسي على ضرورة منع التدخلات الخارجية في ليبيا وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، معربا عن “تقدير بلاده لدور الجيش الليبي في مكافحة الإرهاب، الذي أسفر عن القضاء على التنظيمات الإرهابية في شرق ليبيا”.

وبالتوازي مع هذا اللقاء، أجرى رئيس الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة مباحثات مع اردوغان في انقرة الأربعاء الماضي، أكد فيها الأخير على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

وتدعم تركيا حكومة الدبيبة عسكرياً، حيث تنشر قوات وقواعد عسكرية في غرب ليبيا منذ عام 2020، بالإضافة الى العلاقات الثنائية في مجالات مختلفة أبرزها الطاقة. كما بدأت أنقرة في الفترة الأخيرة خطوات للتقارب مع شرق ليبيا، وأعلنت دعمها مساعي إجراء الانتخابات، وتوحيد ليبيا تحت قيادة حكومة موحدة.

وتأتي هذه التحركات الديبلوماسية المتسارعة قبل أشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الوطنية، والتي أرجئت مرارا بسبب الخلافات حول إطارها القانوني.

ويقول الباحث في المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة جلال حرشاوي في تصريح لموقع فواصل الليبي، أن دعوة السيسي لقائد الجيش الليبي كانت ردا على التوجهات غير التقليدية لأنقرة التي كثفت من هجماتها على عائلة حفتر، مؤكدا أن هذه البادرة تمثل إشارة إلى العودة إلى القيم الأساسية للقيادة العامة، كما تعكس قلق مصر من أن الاضطرابات المستمرة، خاصة على إثر سقوط الأسد.

ووفق المصدر نفسه، أشار حرشاوي الى أن روسيا تعمل على زيادة وجودها العسكري من خلال مجموعة كاملة من عمليات النقل الجوي، وهي حملة محفوفة بالمخاطر مرتبطة بالتداعيات المترتبة على الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الاول الماضي.