الرياض – أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنّ أيّ ترتيبات في قطاع غزة يجب أن “تسهم في الأمن الإقليمي”، وذلك خلال اجتماعه في الرياض الإثنين مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على ما أفادت وزارة الخارجية الأميركية، فيما يعتقد ان اللقاء تناول جهود واشنطن لتطبيع العلاقات بين المملكة والدولة العبرية وكذلك ملف تراجع ايران في المنطقة بعد تلقي وكلائها ضربات موجعة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في بيان إنّ روبيو الذي وصل إلى العاصمة السعودية قادما من إسرائيل قبل ظهر الإثنين أكّد “أهمية التوصل إلى ترتيبات بشأن غزة تسهم في الأمن الإقليمي”.
وأضاف البيان أنّ روبيو وولي العهد السعودي “أكدا مجددا التزامهما بتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة وضمان إطلاق حماس سراح جميع الرهائن، بما في ذلك المواطنون الأميركيون”.
من جهتها، أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّ الجانبين بحثا كذلك “مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والمساعي المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار”، دون أنّ تقدم مزيدا من التفاصيل فليما يعتقد ان ملف ايران وتهديداتها في المنطقة كان حاضرا بشكل قوي.

وجاء اللقاء بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة للسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكّانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة خصوصا إلى مصر والأردن، وهو ما رفضته الدول العربية ومن بينها السعودية بشكل قاطع.
وبدأ الاجتماع قبيل الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلّي واستمر لنحو ثلاث ساعات، وفق مسؤول بالخارجية الأميركية. ويرافق روبيو مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ومبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وكان الوزير الاميركي وصل صباح الإثنين إلى السعودية، المحطة الثانية من جولته الشرق أوسطية الأولى، آتيا من إسرائيل حيث أكد دعم الولايات المتحدة الثابت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما يمنحه تفويضا مطلقا في قطاع غزة.
والتقى الوزير الاميركي في وقت سابق نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ولم يدل المسؤولان بأي تصريحات.
من ناحيته، أفاد مصدر سعودي بأنّ الرياض ستستضيف قمة إقليمية في وقت لاحق هذا الأسبوع لمناقشة الرد على خطّة ترامب.
وأُرجئت إلى يوم الجمعة قمة عربية مصغّرة كانت مقررة الخميس في الرياض لمناقشة خطة ترامب، كما توسّعت لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي الست إلى جانب مصر والأردن، حسبما أفاد دبلوماسيان عربيان. وكان من المقرر أن يعقد قادة السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن هذه القمّة.

لكنّ مصدرا سعوديا فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول الحديث للإعلام قال إنّ “مؤتمر القمة العربية المصغر في الرياض تم تأجيله من الخميس إلى الجمعة 21 فبراير/شباط الجاري”.
وأشار المصدر إلى أنّ الاجتماع “سيضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست مع مصر والأردن لبحث البدائل العربية لخطط ترامب في قطاع غزة”.
في إسرائيل، قال روبيو “لا يمكن لحماس أن تبقى قوة عسكرية أو حكومية … يجب القضاء عليها”.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الاحد أن إسرائيل وحليفتها لديهما “استراتيجية مشتركة” حول غزة، متوعدا بفتح “أبواب الجحيم” على حماس إذا لم تُطلق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة.
وقال “ناقشنا رؤية الرئيس الجريئة لمستقبل غزة وسنعمل على ضمان أن تصير حقيقة”.
والإثنين، أكد نتنياهو أنّه يتعيّن عليه أن يلتزم خطة الرئيس الاميركي لما بعد الحرب في قطاع غزة. وقال في بيان “كما تعهدت أنه بعد الحرب في غزة لن تكون هناك لا حماس ولا السلطة الفلسطينية”.
وتقول الولايات المتحدة، أبرز جهة تزوّد إسرائيل بالأسلحة، إنها منفتحة على مقترحات بديلة من الحكومات العربية، لكن روبيو قال إنه في الوقت الحالي، “الخطة الوحيدة هي خطة ترامب”.
لكنّ المملكة العربية السعودية ودولا عربية أخرى رفضتها وأكدت على موقفها المؤيد لقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وصرّح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأحد بأن الدولة الفلسطينية ستكون “الضمانة الوحيدة” لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.
وتسعى واشنطن إلى التوصل إلى اتفاق تاريخي تعترف بموجبه المملكة العربية السعودية بإسرائيل. غير أنّ الرياض تطالب بإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يعارضه الإسرائيليون منذ فترة طويلة.
وبذلت الولايات المتحدة قبل اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023، جهودا دبلوماسية كثيفة لتوقيع اتفاق تطبيع علاقات بين السعودية وإسرائيل، لكن خطة ترامب بشأن غزة عقّدت الأمر.
وبدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني بعد حرب مدمّرة استمرّت 15 شهرا في قطاع غزة، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على أراضي الدولة العبرية في السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023.
ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 70 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حفتهم، وفق الجيش الإسرائيلي.