الصالح نيوز :
مرصد فلكي شيده الفراعنة في معابد الكرنك!
الصالح نيوز :
مرصد فلكي شيده الفراعنة في معابد الكرنك!
مرصد فلكي شيده الفراعنة في معابد الكرنك!
وسط أجواء احتفالية ساحرة أقامتها سلطات محافظة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، وعلى أنغام الموسيقات الشعبية، ووقع الإستعراضات الفلكلورية، والأناشيد المصرية القديمة التي دوت أصوات منشديها بالمكان، تعامدت اشعة الشمس السبت، على معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة، الواقعة على الضفة الشرقية من نهر النيل الخالد في مدينة الأقصر، وتسللت من بين أعمدة المعبد الشاهقة لتُضيىء ظُلمة قُدس أقداس الإله آمون “سيد الكرنك”، و”ملك الآلهة”، وإله الشمس والريح والخصوبة، والذي تحوّل اسمه إلى “آمون – رع” في العقيدة المصرية القديمة، وذلك في ظاهرة فلكية تتزامن مع دخول فصل الشتاء في كل عام.
واستقطبت الظاهرة المئات من السياح الأجانب، بجانب مئات المصريين الذين تقدمهم نائب محافظ الأقصر، الدكتور هشام أبوزيد، وكبار المسئولين بالقطاع السياحي والأثري، وشهدت عروضا تراثية لفرق ارتدت الجلباب البلدي، والأزياء المصرية القديمة، وتجمع الكثير من الحضور حول أطفال يرتدون ملابس ملوك وملكات الفراعنة.
وقال محمد عبدالحميد، الخبير السياحي المصري، وعضو مجلس أمناء الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، إن المئات من السياح المصريين والأجانب، تابعوا أشعة الشمس وهي تتحرك باتجاه معبد آمون وسط مجموعة معابد الكرنك، وتدخل لقدس أقداس “آمون” أحد أهم الآلهة والمعبودات في مصر القديمة، و”الإله الأعظم في كل أنحاء مصر”.
وأوضح عبدالحميد في تصريحات لـ “ميدل إيست أونلاين” أن معابد الكرنك المقدسة أقيمت بتصميم واتجاه هندسي ومعماري، يتماشى مع ما عرف عن المصريين القدماء من حرص على ربط عقائدهم مع اتجاهات معابدهم ومبانيهم الدينية، وأن ملاحظة السماء لعبت دورًا جوهريًا في بناء تلك المباني من معابد ومقاصير وأهرامات، وربطوا بين العمارة وعلوم الفلك، فأقاموا المعابد وفقًا للنجوم والاتجاهات الأرضية الأصلية، واستخدمت المعابد كمراصد للنجوم وتسجيل الوقت.
واضاف بأن قدماء المصريين اعتمدوا على ضوء الشمس في حياتهم، وفي عباداتهم أيضًا، وكانوا إذا أرادوا التعبير عن القوة العظيمة للشمس أطلقوا عليها اسم “رع”، وراحوا يصلٌون لـ “آمون رع” … الذي أسموه “سيد الضوء”. وحين قاد الملك أخناتون ثورة دينية غير مسبوقة، وانقلب على عبادة آمون رع، وكهنة طيبة، واتجه إلى تل العمارنة في المنيا بوسط صعيد مصر، ليتخذها مقرًا لحكمه، جعل من قرص الشمس ربًا يُعبَد، واختار له اسم “آتون”.
وأكد على أن الضوء لعب دورًا مهمًا في تحديد التشكيل المعماري لمعابد قدماء المصريين، وهناك علاقة كبيرة تربط بين علوم الفلك ووجهة كثير من آثار ملوك وملكات قدماء المصريين، نحو الشرق أو الغرب، وتشهد معظم المعابد المصرية، ظواهر فلكية متعددة، مثل تعامد الشمس، وتعامد القمر أيضًا.
ولفت محمد عبدالحميد، إلى أن ظاهرة تعامد الشمس على معابد الكرنك، في بداية فصل الشتاء، تؤكد على مدى براعة المصريين القدماء في علوم الفلك والهندسة، بينها ثلاثة ظواهر تم رصدها وتوثيقها داخل مجموعة معابد الكرنك التي صارت بفضل تلك الظواهر بمثابة مرصد فلكي فريد.
وكان فريق بحثي مصري، برئاسة الدكتور أحمد عوض، الباحث المتخصص في العمارة وعلوم الفلك بمصر القديمة، قد تمكن بموافقة من اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار المصرية، وبالتعاون مع الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، من رصد وتوثيق قرابة 22 ظاهرة فلكية داخل المعابد والمقاصير المصرية القديمة في عدد من محافظات مصر التاريخية بينها: الأقصر وأسوان وقنا والوادي الجديد.
إلى ذلك، قالت دراسة مصرية حديثة، إن قدماء المصريين استخدموا معابد الكرنك كمرصد لقياس الزمن ومعرفة بدايات الفصول.
وأوضحت الدراسة التي أعدها الباحث أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، وجود ارتباط بين التصميم الهندسي وعمارة معابد الكرنك، والأعتدالين الربيعي والخريفي، بجانب الإنقلابين الشتوي والصيفي.
وسلّطت الدراسة الضوء على ثلاث ظواهر فلكية هامة وفريدة تعطى قيمة مضافة لمعابد الكرنك كمرصد فلكى كبير استخدم فى مصر القديمة لقياس الزمن وبدايات الفصول، وأوضحت بأن معابد الكرنك من أكثر وأقدم وأكمل المبانى الأثرية القديمة فى العالم التى ترتبط بفصول العام الأربعة الشناء والصيف والربيع والخريف في تصميمها وعمارتها.
وبحسب الباحث أيمن ابوزيد، فإن تلك الظواهر الثلاث، تضيف بُعداً جديداً فى مجال الاثار والفلك لكونها تؤكد على معرفة المصريين القدماء بأربعة فصول في العام، وليس ثلاثة فصول كما ذكر بعض العلماء الأجانب في السابق، والذين انكروا على المصريين القدماء معرفتهم بفصل الخريف.
وأكد أبوزيد لـ “ميدل إيست أونلاين” على أنه تمكن من خلال رصد وقياس حركة الضوء داخل الغرف المقدسة لمعبد الملك رمسبس الثالث، ومعبد بتاح، من الإهتداء والوصول الى زاوية فلكية ومعماربة دقيقة استخدمها المهندس والمعمارى المصرى القديم فى قياس الزمن وتحديد الفصول ببراعة ودقة.
ولفت الباحث ايمن ابوزيد، إلى أن علم الفلك الأثرى فى مصر يحناج الى المزيد من الجهود والدراسات، لفك المزيد من الشفرات والاسرار المتعلقة بكثير من المناطق الاثرية فى مصر، وهذا الارث الغني الذي يستحق التعب وبذل المجهود لانه يسترجع لمصر حقها وريادتها فى العلوم الفلكية القديمة، وهي الريادة التي تؤكدها هندسة وعمارة المعابد والمقاصير المصرية القديمة التي جرى تشييدها قبل الآف السنين.
الصالح نيوز :
مرصد فلكي شيده الفراعنة في معابد الكرنك!
الصالح نيوز :
مرصد فلكي شيده الفراعنة في معابد الكرنك!
#مرصد #فلكي #شيده #الفراعنة #في #معابد #الكرنك