واشنطن – كشفت إدارة الغذاء والدواء الأميركية عن توجهها نحو اتخاذ قرار نهائي بحظر الألوان الصناعية في الحلوى المصنعة باعتبارها مستخلصة من البترول وتمنح الأطعمة والمشروبات لوناً أحمر زاهياً.

يأتي هذا التطور وسط دعوات متزايدة بوقف استخدام الصبغة الحمراء رقم 3 أو الإريثروسين، حيث تقدمت 24 جهة من بينها مركز العلوم في المصلحة العامة وشركاء الوقاية من سرطان الثدي، بعريضة طالبت فيها بسحب الموافقة على استخدام هذه الصبغة في الأغذية والأدوية المبتلعة، مثل مسكنات الألم ومضادات الحساسية.

وأوضحت العريضة أن قانون ديلاني الصادر في العام 1960، يُلزم إدارة الغذاء والدواء الأميركية بإلغاء أي مضاف غذائي ثبتت صلته بالإصابة بالسرطان لدى البشر أو الحيوانات، بغض النظر عن الجرعة المستخدمة.

وكانت إدارة الغذاء والدواء قد عقدت وفي 5 ديسمبر/كانون الأول اجتماعاً مع لجنة الصحة بمجلس الشيوخ الأميركي لمناقشة هذه العريضة. وصرّح جيم جونز نائب مفوض الإدارة لشؤون الأغذية ” نأمل أن نتخذ إجراءً بشأنها خلال الأسابيع القادمة”.

وعلى الرغم من حظر “ريد رقم 3” في مستحضرات التجميل والأدوية الموضعية منذ العام 1990، بعد أن أظهرت تجارب على الجرذان وجود صلة بين المادة والإصابة بسرطان الغدة الدرقية، فانها لا تزال تُستخدم بكثرة في الحلويات والوجبات الخفيفة.

وذكر مركز “سانت فنسنت” الطبي أن الصبغة الحمراء رقم 3 ارتبطت بالإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى مشكلات سلوكية مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، فيما أشار مركز العلوم في المصلحة العامة في تقرير سبق إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية تعرضت لضغوط من شركات الكرز المعلّب (ماراشينو)، التي تعتمد على هذه الصبغة للحفاظ على مظهر منتجاتها.

أثارت خطوة إدارة الغذاء والدواء ردود فعل متباينة من الجمهور. ففي حين رحب المستهلكون وأولياء الأمور المهتمون بالصحة بالحظر إلى حد كبير، يشعر آخرون بالقلق إزاء الزيادات المحتملة في الأسعار أو التغيرات في مذاق ومظهر أطعمتهم المفضلة.

واعتبر مصنعو المواد الغذائية أن الحظر يفرض عليهم تحديات وفرصًا في الوقت نفسه، حيث ستحتاج العديد من الشركات إلى إعادة صياغة منتجاتها للامتثال للقواعد الجديدة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج.

 ومن المنتظر أن تحل البدائل الطبيعية مثل عصير البنجر أو مستخلص الفلفل الحلو أو الأنثوسيانين المشتق من الفواكه والخضروات محل الصبغة الاصطناعية.

ويتماشى قرار إدارة الغذاء والدواء الأميركية مع الاتجاه العالمي المتنامي نحو فرض تنظيم أكثر صرامة على المواد المضافة إلى الأغذية لحماية الصحة العامة، لا سيما بالنسبة للفئات السكانية الضعيفة مثل الأطفال.