بيروت – بعد جولة في العديد من المهرجانات العربية والدولية، عرض الفيلم الوثائقي “متل قصص الحب”، الاثنين، بالمعهد الفرنسي في بيروت، مقدما أمام الجمهور رؤية المخرجة اللبنانية ميريام الحاج التي ألفت الفيلم لتروي من خلاله أفكارها حول الواقع اللبناني وأمل اللبنانيين في التغيير نحو الأفضل.

ووثقت الحاج بعدسات كاميراتها في نحو الساعتين رحلة استمرت سبع سنوات صورت فيها المخرجة مع 3 شخصيات من 3 أجيال مختلفة، هي: جمانة حداد، بيرلا جو معلولي، وجورج مفرج. ورغم اختلاف أقدارهم، يجمعهم أمل واحد هو تغيير بلدهم لبنان إلى الأفضل.

وانطلق الفيلم في جولة عروض مكثفة منذ شهر يونيو/حزيران الماضي، بدأت بمهرجان جنيف الدولي للسينما الشرقية، حيث حصل على تنويه خاص لجودة المعالجة، ثم عُرض في مهرجان فنون لبنان في المملكة المتحدة، ومهرجان شنغهاي السينمائي الدولي في الصين، ونال جائزة لجنة التحكيم الكبرى للأفلام الفرنسية في مهرجان “الشانزليزيه”، وجائزة من المهرجان الدولي في بانكوك بتايلاند، كما شارك في عدة مهرجانات دولية أخرى، منها في برلين، كندا، تايوان، القاهرة.

وحظي “متل قصص الحب” اهتماما كبيرا من اللبنانيين في عرضه العربي الأول بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45. وعرض الفيلم اللبناني أمام شبابيك مغلقة خلال مشاركته في الدورة الـ21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وتروي المخرجة على شكل مذكرات أربع سنوات لأمة تعيش حالا من الاضطراب وتكافح من أجل التحرر من أغلالها، وتتكشف المساعي الشخصية من أجل المعنى والبقاء.

وتدور أحداث الفيلم حول حلم “جورج” و”جومانا” و”بيرلا جو” في دولة محاطة بالحروب والسياسة والثورات، بتغيير الأوضاع في لبنان، لكن أحلامهم تصطدم بالواقع المرير لوطن مريض.

وعن اختلاف اسم الفيلم باللغة الإنكليزية “مذكرات من لبنان” (دياريز فروم ليبانون) عن الاسم العربي “مثل قصص الحب”، قالت ميريام الحاج “لم أجد العنوان إلا عندما فهمت فيلمي وعرفت أنه انتهى، وأصبح العنوان واضحا. هناك عبارة لجمانة، إحدى شخصيات الفيلم، قالتها وهي تصلح الجزء الداخلي من شقتها بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب إن حياتنا في لبنان مثل قصص الحب، أي علينا أن نؤمن دائما بأن القصة المقبلة ستكون المناسبة لنا. بعد كل خيبة أمل، علينا أن ننهض ونؤمن بأنه يمكننا الوقوع في الحب مرة أخرى، والأمر نفسه ينطبق على علاقتنا مع لبنان، قد نشعر بخيبة أمل، ولكن بأعجوبة نجد القوة لنؤمن بأن الأمور ستتحسن”.

وأضافت وفق ما نشرته وكالة الوطنية للإعلام “أما بالنسبة إلى العنوان الإنكليزي، فاخترته لأن هذا الفيلم يشكل مذكراتي الشخصية عن السنوات القليلة الماضية في لبنان. لقد ولدت في هذا البلد وترعرعت فيه، فأنا أعرف ما يعذب شخصيات الفيلم، وأنا غاضبة مثلهم. ولمنع هذا الغضب من قتلي، كان عليّ أن أعبر عن سخطي وسخطهم”.

وقالت الحاج في تدوينة نشرتها على حسابها بإنستغرام “لقد كانت رحلة سياسية طويلة وحميمية. لقد تجولت عبر البلاد ورأيت وعشت وكبرت خمس سنوات! وها نحن لا نزال على قيد الحياة لنحكي القصة. هذا الفيلم مخصص لأولئك الذين قالوا لا للظلم، والذين انتفضوا بأجسادهم وأرواحهم في السنوات الأخيرة في لبنان”.

وميريام الحاج هي مخرجة لبنانية عرض فيلمها الوثائقي الطويل بعنوان “هدنة” في سويسرا خلال عام 2015. كما عرض في العديد من المهرجانات الدولية، وفاز بجوائز عدة. كما أن الحاج هي عضو في عدد من لجان سينمائية، منها “مؤسسة الدوحة للأفلام”، وعضو مؤسس في منظمة “راويات-أخوات في الفيلم”، وهي مجموعة من صانعات الأفلام من العالم العربي والمغتربين.