واشنطن – التحقت الاثنين العملاقة البرمجية مايكروسوفت بطابور من المشترين المحتملين لتطبيق تيك توك يضم عمالقة التقنية “أوراكل” والشركة الناشئة للذكاء الاصطناعي “بيربلكسيتي” ينما تواجه “بايت دانس” ضغوطًا للتخلي عن التطبيق بموجب المتطلبات التنظيمية الأميركية.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن مايكروسوفت بدأت محادثات لشراء التطبيق “معربا عن رغبته برؤية “حرب عروض” خلال عملية بيع تطبيق التواصل الاجتماعي.

وتكتسب المحادثات حول الاستحواذ على “تيك توك” أهمية متزايدة بعد أمر تنفيذي أصدره ترامب مؤخرًا يمنح تمديدًا لمدة 75 يومًا للامتثال للمتطلبات الأميركية المتعلقة بتخلي “بايت دانس” عن التطبيق. ويواجه “تيك توك”، الذي يستخدمه 170 مليون أميركي، احتمال الحظر إذا لم يتم التوصل إلى صفقة.

وأضاف ترامب أن مايكروسوفت تجري محادثات مع الشركة لشراء تيك توك، وتستعد لتقديم عرض.
وشدد الرئيس الأميركي على أنه لا يريد أن تتدخل الصين في هذه المرحلة.
وقال ترامب إنه يجري محادثات مع عدة أطراف بشأن شراء “تيك توك”، مضيفًا أن القرار قد يُتخذ خلال الثلاثين يومًا القادمة.

ونُقل عن ترامب قوله أثناء رحلته على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” إلى فلوريدا، “تحدثت مع العديد من الأشخاص حول تيك توك، وهناك اهتمام كبير به”. كما أفادت NPR، نقلاً عن مصدرين، أن إدارة ترامب تجري محادثات مع “أوراكل” بشأن خطة لإنقاذ “تيك توك” من خلال إشراك شركة البرمجيات ومستثمرين خارجيين آخرين، بما في ذلك “مايكروسوفت”، للاستحواذ على العمليات العالمية للتطبيق.

وتتضمن الخطة المزعومة احتفاظ “بايت دانس” بحصة أقلية، مع تولي “أوراكل” الإشراف على خوارزميات التطبيق، وجمع البيانات، وتحديثات البرمجيات.

وقال ترامب مجددًا: “تحدثت مع العديد من الأشخاص حول تيك توك، وهناك اهتمام كبير بالتطبيق.”

بحسب مصدر مشارك في المفاوضات، اجتمع مسؤولون من “أوراكل” والبيت الأبيض يوم الجمعة (24 يناير) لمناقشة صفقة محتملة، مع اجتماع آخر مقرر هذا الأسبوع. وأضاف المصدر أن “أوراكل” مهتمة باستثمار “عشرات المليارات” في “تيك توك”.

ومن الجدير بالذكر أن “أوراكل” شاركت عام 2020 في محاولة استحواذ على “تيك توك”، لكنها فشلت رغم حصولها على موافقة ترامب. وفي الوقت نفسه، طرحت شركة “بيربلكسيتي AI” اقتراحًا لإنشاء كيان جديد يدمج عملياتها مع أعمال “تيك توك” في الولايات المتحدة، مما قد يسمح بامتلاك الحكومة الأمريكية حتى 50% من الأسهم بعد طرح عام بقيمة لا تقل عن 300 مليار دولار، وفقًا لتقرير وكالة “أسوشيتد برس”.

وأكد ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية اهتمامًا واسعًا بالمنصة، لكنه نفى أي تدخل مباشر مع “أوراكل”. وقال: “لاري (إليسون) صديق لي، لكنني لم أتحدث معه عن تيك توك. تحدثت مع الكثير من الناس حول تيك توك. هناك اهتمام كبير بالتطبيق. والعديد من الشخصيات البارزة تتحدث معي حول شرائه، وسأتخذ القرار ربما خلال الثلاثين يومًا القادمة. الكونغرس منح 90 يومًا. إذا استطعنا إنقاذ تيك توك، أعتقد أنه سيكون أمرًا جيدًا”.

قائمة طويلة من المشترين المحتملين

ويُذكر أن المنافسة للاستحواذ على “تيك توك” جذبت أيضًا انتباه شخصيات بارزة أخرى، بما في ذلك إيلون ماسك، ورجل العقارات فرانك مكورت، وكيفن أوليري من برنامج “شارك تانك”. ومن اللافت أن وول مارت، التي شاركت في محاولة استحواذ سابقة عام 2020، قد انسحبت هذه المرة بسبب مخاوف تتعلق بالسعر.

وكان جيمي دونالدسون – المعروف أيضاً باسم “مستر بيست” – مبتهجاً عندما أخبر عشرات الملايين من متابعيه على “تيك توك” بعرضه لشراء المنصة.

وقال دونالدسون من طائرة خاصة: “قد أصبح الرئيس التنفيذي الجديد لكم يا رفاق! أنا متحمس للغاية!”، ثم شرع في الوعد بمنح 10000 دولار لخمسة متابعين جدد عشوائيين، وفق هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

تمت مشاهدة منشور “مستر بيست” أكثر من 73 مليون مرة منذ يوم الاثنين. قال دونالدسون إنه لا يستطيع مشاركة تفاصيل حول عرضه، لكنه وعد: “أعلم فقط، سيكون الأمر مجنوناً”.

.وفي هذا السياق، كتب ماسك في وقت سابق على” إكس” هذا الأسبوع أنه كان لفترة طويلة ضد حظر «تيك توك»، وقال: “الوضع الحالي حيث يُسمح لـ(تيك توك) بالعمل في أميركا، ولكن لا يُسمح لـ(إكس) بالعمل في الصين، غير متوازن. هناك شيء يحتاج إلى التغيير”.

وفي مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء الماضي، سأل أحد المراسلين ترمب عما إذا كان منفتحاً على فكرة شراء ماسك للمنصة، فأجاب الرئيس: “سأشتريه إذا أراد، نعم”، وأضاف ترمب، في إشارة إلى رئيس مجلس إدارة شركة “أوراكل”، لاري إليسون، وهو مؤيد قديم لترمب وكان على المسرح معه لإعلان منفصل: “أود أن يشتريه لاري أيضاً”.

كما أعرب المستثمر الملياردير فرنك ماكورت أيضاً عن اهتمامه بـ”تيك توك”، وكان يجري مقابلات إعلامية حول هذا الاحتمال لعدة أشهر.

وعبر ماكورت عن إرادته أن يعمل “تيك توك” على تقنية يشرف عليها معهد “مشروع ليبرتي” الذي أسسه. وكان ينتقد ممارسات جمع البيانات لشركات التواصل الاجتماعي.

وتقدمت شركة “بروجيكت ليبرتي” بعرض لشراء التطبيق دون استخدام خوارزميتها الخاصة.

 وقال ماكورت لشبكة “سي إن بي سي” هذا الأسبوع إن شركة “(بروجيكت ليبرتي) ليست مهتمة بالخوارزمية أو التكنولوجيا الصينية”، حتى مع اعترافه بأن المنصة “أقل قيمة” من دونها.

وفي 20 يناير/كانون الثاني أوعز ترامب لوزارة العدل بتأجيل تنفيذ قانون حظر تيك توك على مستوى البلاد لمدة أقصاها 75 يوما.
وأشار حينها إلى أن هذا الإجراء سيمنع الإغلاق المفاجئ لمنصة تواصل يستخدمها ملايين الأميركيين، ويتيح فرصة لتحديد مسار مناسب يحمي الأمن القومي.
وأضاف أنه إذا لم يتحقق اتفاق فإن التطبيق سيكون بلا قيمة وسيتعين إغلاقه، معربا عن اعتقاده بأن قيمة تيك توك تصل إلى تريليون دولار.