باريس – أعلن قصر الاليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يؤدي الجمعة زيارة إلى جيبوتي للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد مع الجنود الفرنسيين المتمركزين في القاعدة العسكرية الاستراتيجية، قبل أن يتوجه في اليوم التالي إلى إثيوبيا المجاورة، فيما يسعى ماكرون إلى كبح انحسار نفوذ بلاده في أفريقيا.

وقالت الرئاسة الفرنسية إنه من المقرر أن يلتقي ماكرون في جيبوتي الرئيس إسماعيل عمر غيله لبحث الوضع في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وخاصة في الصومال. كما ستشمل الزيارة لقاءات مع القادة المحليين.

وتعد القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي التي تضم 1500 جندي الوحيدة التي لم تتأثر بقرار باريس في السنوات الأخيرة خفض وجودها العسكري في القارة الأفريقية.

ويتوجه ماكرون السبت إلى أديس أبابا حيث سيلتقي رئيس الوزراء الأثيوبي أبيي أحمد الذي سيفتتح وإياه “القصر الوطني” وهو مبنى تاريخي كان آخر مقر إقامة للإمبراطور هيلا سيلاسي الأول الذي تمت الإطاحة به في 1974، وفق بيان الرئاسة الفرنسية.

وتأتي هذه الزيارة في وقت تراجعت فيه العلاقات بين فرنسا ومستعمراتها السابقة في إفريقيا، حيث تسعى العديد من دول القارة إلى التحرر من النفوذ الغربي، وتحديدا الفرنسي، بعد عقود من الاستقلال الذي غالبا ما كان مشوبا بتدخلات عسكرية وسياسية في شؤونها الداخلية.

وتشهد القارة السمراء موجة عداء تجاه فرنسا القوة الاستعمارية السابقة وقامت بعض دول الساحل الأفريقي، مالي وبوركينا فاسو والنيجر، بطرد القوات الفرنسية من أراضيها، فيما اقتربت اقتصاديًا وعسكريًا من شركاء جدد بينهم روسيا، قبل أن تجتمع في تحالف دول الساحل بهدف إنشاء اتحاد فدرالي.

وأثار إعلان تشاد عن إنهاء اتفاقية التعاون الدفاعي مع فرنسا بداية ديسمبر/كانون الأول الجاري، استياء السياسيين الفرنسيين. وانتقد عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الجبهة الوطنية تييري مارياني، السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي، محملًا اياه المسؤولية عن انهيار العلاقات الفرنسية – الإفريقية التي دامت لعقود.

وتعدّ أفريقيا “أولوية قصوى” بالنسبة إلى روسيا التي تبذل جهودا دبلوماسية من أجل أن تقدم نفسها بديلا عن الهيمنة الأميركية والأوروبية من بوابة الشراكات الاقتصادية والمساعدات وصادرات الحبوب.

وأبدت موسكو رغبتها في توسيع استثماراتها في القارة الأفريقية ولا سيما دول منطقة الساحل، كما وقعت اتفاقيات عسكرية مع عدد منها بالتوازي مع تعزيز حضور مجموعة “فاغنر” العسكرية في بعض المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.