الرباط – أدى وفد من شركة ‘لوكهيد مارتن’ الأميركية الرائدة في الصناعات العسكرية زيارة إلى المغرب لاستكشاف فرص الاستثمار في المملكة وتعزيز الشراكة بين الرباط والشركة التي تعدّ من أهم مزودي الجيش المغربي بالأسلحة في إطار صفقات التسليح الموقعة مع الولايات المتحدة، فيما ينتظر أن يعطي تنامي التعاون بين الجانبين دفعة قوية لمساعي المغرب لاستقطات الاستثمارات الأجنبية في قطاع الصناعة الدفاعية بهدف توطينها وتحقيق الاستقلالية في هذا المجال.

وأفادت الشركة في بيان بأن “زيارتها إلى المغرب تأتي في إطار إستراتيجيتها الهادفة إلى توسيع أعمالها الدولية”، لافتة إلى أنه تمت برمجتها خلال مشاركتها في معرض مراكش الدولي للطيران في نوفمبر/تشرين الثاني.

ويشير ترؤس تيم كاهيل، الرئيس التنفيذي لقطاع الصواريخ والتحكم الناري في الشركة وجوزيف رانك، المدير التنفيذي للشركة في السعودية وأفريقيا هذا الوفد إلى الأهمية التي توليها لتعاونها مع الرباط.

وزار الوفد عددا من منشآت الطيران والدفاع في مدينة طنجة، من بينها شركة “إيتون سوريو” الشريك الأساسي لعملاق الدفاع الأميركي في سلاسل التوريد وشركة “أوسار”، التي تعمل “لوكهيد مارتن” على استكشاف إمكانية التعاون معها في المستقبل، وفق المصدر نفسه.

وتكثف الرباط جهودها لإرساء صناعة عسكرية محلية في إطار برنامج طموح يهدف إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية في المجال كخطوة أولى من أجل توطين إحدى أهم الصناعات.

وأحدث المغرب خلال الآونة الأخيرة منطقتين صناعيتين لاحتضان الصناعات المتعلقة بمعدات وآليات الدفاع والأمن وأنظمة الأسلحة والذخيرة، فيما يأتي هذا المشروع تنفيذا لإستراتيجية تهدف إلى توفير الأرضية الملائمة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية في المجال.

وأعربت العديد من الشركات العالمية الرائدة في الصناعات العسكرية عن رغبتها في الاستثمار في المملكة للاستفادة من الحوافز المتوفرة، فضلا عن الاستقرار السياسي والأمني الذي تتمتع به البلاد، ما عزز ريادتها في استقطاب الاستثمارات في مختلف القطاعات.

وقال تيم كاهيل إن “تاريخ الشركة من التعاون الطويل مع المغرب يعكس التزامنا المشترك بالارتقاء بالقدرات الدفاعية ورعاية وتعزيز نمو القطاع الصناعي المحلي وإيجاد فرص اقتصادية جديدة”، وفق موقع “هيسبريس” المغربي.

وكشفت الشركة أن شراكتها الدفاعية مع المغرب تعود إلى العام 1974 عندما زوّدت القوات الجوية المغربية بأول طائرة نقل من طراز “C – 130 H”، مشيرا إلى عدد من الصفقات التي تحصلت بموجبها الرباط على أنظمة متطورة تشمل طائرات “إف – 16” ومروحيات من طراز “سيكورسكي” وأنظمة رادار، فضلا عن مساهمتها في مشروع مشترك لتوفير خدمات الصيانة والإصلاح.

وأوضح أن شركة “إيتون سوريو” في طنجة تنتج قطع طيران أساسية تدعم أنشطتها الدفاعية، ما يؤدي إلى دور مهم في بناء القاعدة الصناعية في المغرب وتطوير القوى العاملة في مجال صناعة الطيران والدفاع”.

وجدد “التزام الشركة بتعزيز تعاونها مع المغرب للاستفادة من قدرات التصنيع المتقدمة في المملكة ودعم أعمالها العالمية والمساهمة في خلق فرص العمل المحلية وتحقيق الازدهار الاقتصادي”.

بدوره أكد جيمس بنسون هيجز، المدير التنفيذي لعملاق الدفاع الأميركي في مصر وأفريقيا في تصريح لموقع “هسبريس” إن الشركة تعمل على تطوير قدراتها لتوفير الأمن، سواء في المغرب أو في جميع أنحاء المنطقة، من خلال توفير أحدث التقنيات وتعزيز القدرات العسكرية للجيوش”

وكشف أن “لوكهيد مارتن ستكون جزءا من منشأة الصيانة والإصلاح التي يتم إنشاؤها في بنسليمان والتي ستدخل حيز التشغيل قريبا”.