لندن – أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة “ليفربول جون مورس” البريطانية أنه كلما تقدمنا في العمر يزيد إدراكنا أن الزمن يسرع من هرولته.

ويقول أدريان بيغان أستاذ الهندسة الميكانيكية ومؤلف كتاب “الوقت والجمال… لماذا يمر الوقت ولا يموت الجمال أبداً” إن “الوقت الذي تدركه ليس هو نفسه الوقت الذي يدركه شخص آخر، فالوقت المادي ليس وقت العقل”، موضحا أن “الدماغ يتلقى عدداً أقل من الصور مما تم تدريبه على تلقيه عندما كان صغيرا”.

ويضيف “غالباً ما يندهش الناس من مدى ما يتذكرونه من أيام بدت وكأنها تدوم إلى الأبد في شبابهم، ليس الأمر أن تجاربهم كانت أعمق أو أكثر أهمية، بل إنها كانت تتم معالجتها بسرعة كبيرة”.

ويعتقد بيغان أن “معدل معالجة المعلومات البصرية يتباطأ مع تقدمنا ​​في العمر، ومع زيادة حجم شبكات الخلايا العصبية في أدمغتنا وتعقيدها، يجب أن تقطع الإشارات الكهربائية مسافات أكبر، مما يؤدي إلى معالجة الإشارات بشكل أبطأ، والنتيجة أننا ندرك عدداً أقل من الإطارات في الثانية مع تقدّمنا ​​في السن. وبالتالي نشعر بأن الوقت يمر بشكل أسرع، إنه مثل كتاب مصور، كلما كان عدد الصور أقل تمكنت من الوصول إلى النهاية بشكل أسرع”.

ويرى الباحث أنه “كلما تقدمنا ​​في العمر، زادت احتمالية أن نكتسب خبرات جديدة أقل فأقل مع كل عام يمر. ويرجع هذا جزئياً إلى أنه كلما زادت خبراتنا، قَلَّ ما نملك من خبرات جديدة، لكن جزءاً من هذا يرجع إلى الطبيعة البشرية”.

ويتابع “مع مرور العمر، قد نصبح عالقين بشكل متزايد في عادات قديمة ونشعر بالراحة المفرطة مع المألوف وغير راغبين في متابعة الجديد أو تحدي أنفسنا للدخول إلى المجهول حتى تجربة طعام جديد قد تبدو وكأنها جسر بعيد جدا”.

وأوضح أن القيام بنفس الأشياء بصفة متواترة لا يقدم للدماغ أي شيء مثير أو ملحوظ للتعلق به. كما أن قلة الذكريات الجديدة، تمتزج فيها الأسابيع مع الأشهر والسنوات، مع القليل من التمييز بينها.

وتقول سيندي لوستيج أستاذة علم النفس بجامعة ميشيغان إنه “على العكس من ذلك، عندما نتذكر فترة مليئة بالأحداث فإنها تجعلنا نشعر وكأن الوقت يمتد… ويبدو طويلاً للغاية”.

ويعتبر بيغان أن الروتين هو العدو الذي يمنع الأشخاص من توسيع وقتهم، لافتا الى أن تغيير الطريق نحو وجهة معينة أو ممارسة هواية جديدة أو الاستماع إلى نوع مختلف من الموسيقى، قد يكون المفتاح لإطالة كل عام.

ويضيف “أبطئ قليلاً، وأجبر نفسك على القيام بأشياء جديدة للابتعاد عن الروتين”، مؤكّدا أن التفكير المستمر في أخطاء الماضي أو القلق بشأن المشاكل المحتملة في المستقبل يضمن لك تفويت أهم جزء من حياتك يحدث الآن. وشدد على أن قضاء جزء من العيش في اللحظة الحالية والوجود عمداً في الحاضريعد أمرا أساسيا للعيش لأطول فترة ممكنة في الوقت الذي لدينا”.