طهران – بحث وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى طهران الثلاثاء لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين، بحسب صور نشرتها وكالة “إسنا” الإيرانية للأنباء، فيما يأتي اللقاء وسط مخاوف إيرانية من تداعيات التقارب الروسي الأميركي على مصالحها وفي ظل تطورات جيوسياسية في المنطقة خاصة سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وكذلك سعي إدارة ترامب لتعزيز الضغوط القصوى على طهران فيما يتعلق بملفها النووي.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي إن موسكو على يقين من أن التدابير الدبلوماسية لا تزال مطروحة على الطاولة فيما يتعلق بحل المشكلات المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني.
وتحدث عن الوضع في سوريا قائلا “ان الوضع هناك يتطلب اهتماما مستمرا من المجتمع الدولي”. وكان سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد مثل ضربة موجعة لنفوذ البلدين الذين ساهما في تقديم الدعم العسكري للنظام السابق.

من جانبه افاد عراقجي إنه أجرى مناقشات مع لافروف بشأن البرنامج النووي الإيراني والمحادثات ستستمر.
واستبعد احتمال إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامج بلاده النووي. وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وجه بعدم التفاوض مع واشنطن وذلك بقرار الرئيس دونالد ترامب اعتماد سياسة الضغوط القصوى.
وقال “لن تكون هناك إمكانية لإجراء مفاوضات مباشرة بيننا وبين الولايات المتحدة بشأن الملف النووي طالما أن سياسة الضغوط القصوى مفروضة بهذه الطريقة” على إيران، في إشارة إلى نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتشدد حيالها.
وكانت وزارة الخارجية الروسية اكدت في بيان بأن المحادثات ستتناول “العلاقات الروسية-الإيرانية” بالإضافة إلى “عدد من القضايا الدولية الراهنة”.
وأوضحت أن المناقشات ستشمل التطورات في سوريا واليمن، بالإضافة إلى الاتفاق النووي الذي أبرم في العام 2015 بين إيران والقوى العالمية بما فيها روسيا.
وكانت روسيا سعت لطمأنة إيران بشأن مستقبل التعاون القائم بينهما وذلك بعد اللقاء الذي جمع مسؤولين روس وأميركيين في الرياض الأسبوع الماضي لتقريب وجهات النظر خاصة فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن بدء المحادثات الروسية الأميركية لن يكون له تأثير على تعاون موسكو مع طهران.
وانهار الاتفاق المعروف رسميا بخطة العمل الشاملة المشتركة”، بعد انسحاب واشنطن منه عام 2018 خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي عاد إلى منصبه في يناير/كانون الثاني.
وبعد عودته إلى البيت الأبيض، أعاد ترامب العمل بسياسة “الضغوط القصوى” بفرض عقوبات على إيران، وهو ما يعكس نهجه خلال ولايته الأولى.
وتخضع كل من روسيا وإيران لعقوبات دولية شديدة تقيد التجارة، لكنهما عزّزتا تعاونهما في مجالات أخرى مثل الدفاع. واتهمت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون طهران بتزويد موسكو أسلحة لاستخدامها في الحرب، وهي اتهامات نفتها إيران مرارا.
وفي يناير/كانون الثاني، وقّع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارة لموسكو، اتفاق شراكة استراتيجية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ما يعزز التعاون الاقتصادي والعسكري بينهما.
ورغم تحالفهما الحالي، لعلاقات إيران وروسيا تاريخ معقد فيما وجه البلدان العديد من التحديات 
وتعرضت الحكومتان لانتكاسة كبيرة في سوريا عندما فرّ حليفهما الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر إلى موسكو بعدما شنت قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، هجوما مباغتا ودخلت العاصمة دمشق.