لندن – تحرق كل سجارة تدخنها 20 دقيقة من عمرك وفق خلاصة صادمة توصل لها فريق علمي بريطاني.

وجد تحليل أجراه علماء في كلية جامعة لندن (UCL)، بتكليف من الحكومة، أن الأضرار الناتجة عن التدخين تقلص متوسط العمر المتوقع للمرأة بمقدار 22 دقيقة لكل سيجارة، مقارنة بـ 17 دقيقة للرجل.

وتفوق هذه النتائج التقديرات السابقة التي أشارت إلى أن السيجارة الواحدة تكلف الإنسان 11 دقيقة من عمره.

وأوضح الباحثون أن الضرر الناتج عن التدخين تراكمي، وأن التوقف عن التدخين في وقت مبكر، والامتناع عن تدخين المزيد من السجائر، يؤدي إلى إطالة العمر.

تشير التحليلات إلى أن المدخن الذي يستهلك 10 سجائر يوميًا ويتوقف عن التدخين في الأول من يناير/كانون الثاني سيمنع خسارة يوم كامل من حياته بحلول الثامن من يناير.

كما يمكن لمن يقلع عن التدخين أن يطيل عمره بأسبوع إذا استمر خاليًا من التدخين حتى 20 فبراير/شباط، وبشهر إذا استمر حتى 5 أغسطس/اب.

تأتي الدراسة في ظل قيود حكومية جديدة تفرضها بريطانيا على التدخين، مع دراسة المسؤولين تمديد الحظر المفروض على التدخين في الأماكن المغلقة ليشمل بعض الأماكن الخارجية، مثل ملاعب الأطفال وخارج المدارس والمستشفيات.

تهدف هذه المقترحات إلى تقليل التعرض للتدخين السلبي، خصوصًا للأطفال والفئات الضعيفة.

كما يخطط الوزراء لحظر الإعلانات المتعلقة بالسجائر الإلكترونية، بالإضافة إلى تقييد تغليف الأجهزة ونكهاتها.

ومن المقرر حظر السجائر الإلكترونية القابلة للتخلص منها اعتبارًا من الأول من يونيو/حزيران 2025.

وسيعمل مشروع قانون التبغ والسجائر الإلكترونية على رفع الحد الأدنى القانوني لبيع السجائر تدريجيًا لأي شخص وُلد بعد الأول من يناير 2009.

تتسبب السجائر في وفاة حوالي 80.000 شخص سنويًا في بريطانيا، وتعد مسؤولة عن ربع حالات السرطان.

أدلة لا تقبل الجدل
قال أندرو غوين، وزير الصحة، لصحيفة “التلغراف”: “الأدلة لا تقبل الجدل: التدخين لا يقصّر حياتك فقط، بل يسرق جودة السنوات التي تعيشها أيضًا.

“لكن هناك خبرًا جيدًا: بغض النظر عن المدة التي قضيتها في التدخين، فإن الإقلاع اليوم يعد واحدًا من أقوى القرارات التي يمكنك اتخاذها لصحتك.

“منذ اليوم الأول للإقلاع، يبدأ جسدك في التعافي. خلال ساعات، يتباطأ معدل ضربات القلب ويتدفق الأكسجين بحرية أكبر إلى القلب والرئتين.

“مع مرور الوقت، تتراكم الفوائد: بعد تسعة أشهر، تتحسن وظيفة الرئتين؛ وبعد عام واحد، ينخفض خطر الإصابة بنوبة قلبية إلى النصف. وبعد 10 سنوات، ينخفض خطر الوفاة بسبب سرطان الرئة بنسبة 50% مقارنة بشخص يستمر في التدخين.”

وأضاف: “رغم أن الانسحاب من النيكوتين قد يكون صعبًا، إلا أن هذه التحديات مؤقتة. مع الأدوات المناسبة، مثل تطبيق NHS للإقلاع عن التدخين والخدمات المحلية للإقلاع، يمكنك التغلب عليها بنجاح.

“يذهب مشروع قانون التبغ والسجائر الإلكترونية إلى أبعد من أي وقت مضى لمعالجة أضرار التدخين والتدخين السلبي. كما سيحمي الأطفال والشباب من الوقوع في إدمان النيكوتين.

“من خلال هذا، سنضع حدًا لدائرة الإدمان والحرمان، ونبني نظامًا صحيًا مستقبليًا.

“الآن هو الوقت المثالي للإقلاع عن التدخين وبدء عام جديد أكثر صحة وسعادة. كلما أقلعت عن التدخين مبكرًا، زادت الحياة التي تكسبها.”

تأثير فوري
قال العلماء وراء الدراسة، المنشورة في مجلة الإدمان، إن التدخين يقلل أيضًا من عدد السنوات الصحية التي يعيشها الشخص بنفس عدد السنوات التي تقلصها من عمره.

وأوضحوا: “يؤثر التدخين بشكل أساسي على سنوات الصحة المتوسطة نسبيًا، بدلاً من تقصير الفترة الأخيرة من الحياة، التي غالبًا ما تتسم بالأمراض المزمنة أو الإعاقة.

“لذلك، فإن المدخن البالغ من العمر 60 عامًا سيكون لديه عادةً الحالة الصحية لشخص غير مدخن يبلغ من العمر 70 عامًا.”

وقالت الدكتورة سارة جاكسون، الباحثة الرئيسية من مجموعة أبحاث الكحول والتبغ في جامعة لندن: “من الضروري أن يفهم الناس مدى خطورة التدخين ومدى تحسين الإقلاع له لصحتهم ومتوسط أعمارهم.

“تشير الأدلة إلى أن الناس يخسرون في المتوسط حوالي 20 دقيقة من العمر مقابل كل سيجارة يدخنونها. كلما توقف الشخص عن التدخين في وقت مبكر، زاد عمره.”

وقالت الدكتورة جانيل دي غروشي، نائبة رئيس الأطباء في إنكلترا: “للتدخين تأثير فوري على صحة الرئتين والقلب، ويزيد بشكل كبير من احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة أو إعاقات، والوفاة في سن مبكرة.

“الإقلاع عن التدخين هو أحد أفضل الأمور التي يمكن أن تفعلها لتحسين صحتك الحالية والمستقبلية. مع بداية هذا العام الجديد – ابدأ من جديد واترك التدخين خلفك.”