بكين – كشفت الصين عن روبوت كروي يعمل على الأرض والماء، لتعزيز عمليات حفظ النظام، في واحد مم أحدث واغرب الابتكارات في عالم مكافحة الجريمة.

يُطلق على هذا الروبوت اسم “روتونبوت” وهو جهاز ضخم كروي الشكل لمكافحة الجريمة، يثير الفضول بفضل تصميمه الفريد ووظائفه المتقدمة.

صُمم هذا الروبوت ليس فقط لتعقب المجرمين، بل أيضًا لتحييدهم باستخدام أسلحة غير قاتلة.

تم تطوير “روتونبوت” منذ عام 2017 من قبل باحثين من جامعة تشجيانغ، وأصبح الآن يُسوَّق بواسطة شركة “Logon Technology” المتمركزة في مدينة شنغن.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “South China Morning Post”، شوهد الروبوت بالفعل أثناء دورياته برفقة الشرطة في مدينة وينزهو.

جذب الشكل المميز للجهاز وإمكاناته الانتباه منذ أول ظهور له.

 يبلغ قطر الروبوت حوالي 60 سم ووزنه 125 كلغراما، وهو مبني بتصميم كروي برمائي. مزود بنظام تثبيت جيروسكوبي، يمكنه التحرك بصمت حتى على التضاريس الوعرة.

وأوضح البروفيسور وانغ يو، الأستاذ المشارك في تطويره: “يمكن لهذا الروبوت أن يصل إلى سرعة 35 كم/ساعة على الأرض والماء في غضون ثوانٍ قليلة”.

 وأضاف أحد مهندسي شركة “Logon Technology”، في تصريح لموقع “Xpert Digital”: “ركزنا على تعزيز المتانة، والقدرة على الحركة، والتنوع. يجب أن يبقى RT-G عمليًا على جميع أنواع الأسطح، سواء كانت مرصوفة أو موحلة، مع تجنب العقبات بأمان”.

يمتاز “RT-G” بقدرته على التكيف مع ظروف دوريات متنوعة. وفقًا لشركة “Logon Technology”، تم تصميمه ليحل محل أفراد الشرطة في البيئات الخطرة، وإدارة المواقف الصعبة، ومقاومة الهجمات.

 في الواقع، لن يكون التأثير بقوة تعادل شحنة وزنها أربعة أطنان كافيًا لتعطيله. كما يمكنه النزول على السلالم دون أن تتأثر أداؤه، فضلًا عن كونه مقاومًا للماء وقادرًا على الطفو، ما يجعله مثاليًا للتعامل مع الوحل والماء والتضاريس القاسية بفضل نظام التثبيت الجيروسكوبي.

ويحافظ الروبوت بفضل هذا النظام على توازنه أثناء الحركة كما تمنحه هذه التكنولوجيا مرونة مذهلة، مما يجعله قادرًا على تجاوز العقبات البسيطة مثل الأرصفة.

فيما يتعلق بالمستشعرات، تم تزويد الروبوت بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتحديد المواقع بدقة، بالإضافة إلى كاميرات متعددة ومستشعرات فوق صوتية. تتيح له هذه الأجهزة التنقل في بيئته ومتابعة الأهداف المحتملة.

في مجال حفظ النظام، لا يقتصر دور RT-G على تحديد هوية المجرمين عبر تقنية التعرف على الوجه. فهو مزود بعدة معدات متطورة، مثل قنابل الدخان، والغاز المسيل للدموع، والأجهزة الصوتية لتفريق الحشود، ومدافع الشبكات.

ومع ذلك، ورغم أن أداؤه لا يزال في طور الاختبار، فإن الآراء العامة حوله متباينة. ففي حين يثني البعض على الإنجاز التقني، يشير آخرون إلى بعض أوجه القصور، خاصة فيما يتعلق بمرونته.

حاليًا، يتم التحكم في الروبوت عن بُعد، لكن المصممين يخططون لزيادة مستوى استقلاليته في المستقبل. يثير هذا الأمر تساؤلات حول الأخلاقيات والأمان، ولكنه يفتح أيضًا الباب لاستخدام أكثر شمولية وفعالية لهذه التكنولوجيا في مجال الأمن العام.

يمتلك هذا الروبوت إمكانات هائلة، لا سيما مع دمج الذكاء الاصطناعي لزيادة استقلاليته وقدرته على اتخاذ القرار. قد يصبح انتشار هذه التكنولوجيا في دول أخرى واقعًا، مما قد يغير مشهد الأمن والمراقبة على المستوى العالمي.

واستخدام الروبوتات في مجال الأمن العام تساؤلات مهمة حول الأخلاقيات والتأثير الاجتماعي. فمن ناحية، يمكن لهذه الأجهزة أن تقلل من المخاطر التي يتعرض لها الضباط البشريون عند التدخل في المواقف الخطرة. ومن ناحية أخرى، قد يثير استخدامها في المراقبة وإنفاذ القانون مخاوف بشأن الخصوصية والحريات الفردية.

التوازن بين الأمن العام واحترام الحقوق الأساسية هو نقاش يزداد أهمية مع ظهور هذه التقنيات الجديدة. يجب على المشرعين التعاون بشكل وثيق مع المطورين لضمان استخدام هذه الأدوات بشكل مسؤول وأخلاقي.

علاوة على ذلك، قد يؤدي دمج الروبوتات في قوات الأمن إلى تأثيرات على التوظيف، حيث قد تحل الآلات محل بعض المهام البشرية. يثير ذلك تساؤلات حول مستقبل العمل في هذا القطاع والخطوات التي يجب اتخاذها لضمان انتقال عادل.