الرباط – انضمت كازاخستان إلى قائمة الدول الداعمة لسيادة المغرب على صحرائه، معلنة تأييدها لمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على أن المملكة تقترب من حسم قضيتها التي تقيس على أساسها علاقاتها الخارجية وفق المقاربة التي أرسى دعائمها العاهل المغربي الملك محمد السادس.

ويعتبر هذا الدعم إنجازا دبلوماسيا هاما بالنظر إلى الدور الذي تلعبه كازاخستان في منطقة آسيا الوسطى، ما من شأنه أن يعطي دفعة قوية لجهود المغرب في التعريف بعدالة قضيته.

وشدد نائب الوزير الأول وزير الشؤون الخارجية لجمهورية كازاخستان مراد نورتليو خلال مباحثاته مع نظيره المغربي ناصر بوريطة اليوم الجمعة بالرباط على “دعم بلاده لسيادة المملكة ووحدتها الترابية” مشيدا بمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب باعتباره أساسا جادا وذا مصداقية للتوصل إلى حل سياسي للقضية.

كما شددت كازاخستان على دعمها للمسار السياسي الحصري للأمم المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية، والذي يجري طبقا لقرارات مجلس الأمن.

وكان مجلس الأمن قد أصدر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قرار جدد فيه التأكيد على جدية ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي وكذلك على معايير الحل السياسي الواقعي البراغماتي الدائم والقائم على التوافق، للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، داعيا الجزائر إلى التخلي عن مقاطعتها للموائد المستديرة باعتبارها طرفا رئيسيا في الصراع.

وأشار مركز كارنيغي للسلام الدولي الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، في تقرير أصدره منذ نحو أسبوعين إلى أن المملكة تقترب من حسم قضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بفضل الدعم الذي تحظى به من طرف إدراة الرئيس دونالد ترامب الذي شكّل قراره التاريخي بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه نصرا دبلوماسيا للمملكة، مرجحا أن تضغط واشنطن على العديد من الدول الأوروبية لتفعيل دعمها للمبادرة المغربية وحث التي لا تزال في دائرة التردد على الانضمام إلى قائمة المؤيدين للحل الأكثر وجاهة.

واتفق وزير خارجية كازاخستان ونظيره المغربي خلال لقائهما اليوم الجمعة على تعزيز العلاقات والارتقاء بها في العديد من المجالات وإرساء آلية منتظمة للمشاورات السياسية.

كما أكدا على “أهمية الاستفادة من موقعيهما الجغرافيين الاستراتيجيين بإفريقيا وآسيا الوسطى من أجل إعطاء دينامية للمبادلات التجارية بين المنطقتين”، بالإضافة إلى الاتفاق على إحدث لجنة مشتركة بين الحكومتين والدفع باتجاه إنشاء مجلس للأعمال وتقوية الربط اللوجستي.

كما جدد المغرب وكازاخستان التزامهما بالمساهمة في الأمن الغذائي العالمي، مما يفتح آفاقا جديدة لتعزيز التعاون الثنائي.

وبحث الوزيران سبل إحداث مركز لوجستي في المغرب بهدف تسهيل تصدير القمح من كازاخستان، التي تعد من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للحبوب، نحو الدول الإفريقية.

كما أعلن المغرب وكازاخستان عن قرب دخول اتفاقية الإعفاء من التأشيرة التي تهدف إلى تعزيز التعاون السياحي وتقوية الروابط بين البلدين وتحفيز التبادلات التجارية.