طرابلس – أثارت القرعة اليدوية للحج في ليبيا لعام 2025 موجة واسعة من الانتقادات بعدما اعتمدت الهيئة العامة للحج والعمرة الليبية على آليات تقليدية لاختيار قائمة الأسماء.

ومع إعلان نتائج القرعة، انتشر هاشتاغ “حجة_البانيو” على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل معه الليبيين بمزيج من السخرية والاستياء من الطريقة التقليدية التي استخدمتها الهيئة لاجراء عملية السحب على الرغم من أن التسجيل تم بشكل إلكتروني ضمن خطة التحول الرقمي التي أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها منذ أشهر.

وتصاعدت الدعوات على المنصات الاجتماعية لمساءلة المسؤولين الحكوميين المشرفين على هذه العملية والتي اعتبرها متابعون انتكاسة في مسار التحول الرقمي في ليبيا في الوقت الذي أنفقت فيه حكومة عبدالحميد الدبيبة أكثر من 300 مليون دينار (61.099 مليون دولار) على مشاريع في المجال.

وبأسلوب ساخر كتب ناشط على منصة اكس تغريدة قال فيها “ليبيا أطول عرض مسرحي في التاريخ”.

واتهم صاحب الحساب على فيسبوك أشرف الصليل الحكومة بالتلاعب بقائمة الحجاج وعدم الشفافية قائلا “الدولة قاعدة تغطي في تكاليف الحج من الميزانية

والغلابة يحطولهم سطل فيه شوية ورق وعلى أساس قرعة وشفافية”.

وفي تغريدة أخرى كتب الناشط على منصة اكس علي عاشور “حجة البانو ومهزلة الأوهام”

وكتب الناشط سالم فارس القذافي كذلك منشورا على حسابه على فيسبوك “حجة الوداع الأخيرة لـ المسؤولين في ليبيا بدأت من البانيو الأزرق”

وتواجه حكومة الدبيبة موجة واسعة من الانتقادات والاتهامات بالفساد وإهدار المال العام، وتكررت التقارير الرسمية وغير الرسمية التي تشير الى غياب الشفافية في تسيير مؤسسات الدولة وهو ما أكده ديوان المحاسبة الليبي في تقاريره الأخيرة.

ويرى مراقبون أن الفجوة بين الخطاب الرسمي لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها والتطبيق الفعلي للمشاريع بات واضحا، مشيرين الى أن عملية قرعة الحج قدمت صورة لما تعانيه ليبيا من سوء إدارة وغياب التخطيط والتنفيذ.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت الهيئة العامة لشؤون الحج والعمرة عن بدء التسجيل في قرعة الحج لموسم عام 1446هـ – 2025م، والذي استمر مدة شهر مع اعتماد جملة من الشروط.

ووفقا للبيانات الرسمية فقد تجاوز عدد المسجلين في قرعة الحج للعام 2025 المليون ومائة ألف شخص، بينما تقدّر حصة ليبيا في موسم الحج لهذا العام بـ7800 حاج فقط.

وكان الدبيبة قد أعلن للعام الثاني على التوالي أن الدولة ستتكفل بكامل تكاليف الحج لمواطنيها في هذا الموسم، مشيرا إلى أن هذا القرار يأتي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الكثير من الليبيين، موضحا أن الدولة ستتحمل الكلفة كاملة والتي تقدر بأكثر من 50 ألف دينار (9 آلاف دولار) ليبي للحاج الواحد، مع إعطاء المواطنين الراغبين في تحمل هذه الكلفة بأنفسهم حرية القيام بذلك.

وأثار إعلان رئيس حكومة طرابلس سجالا واسعا في المشهد الليبي العام الذي تساءل عن الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار، وما إذا كان يدخل في إطار البحث عن دعم لشرعيته سياسته المثيرة للجدل أم أنه يهدف إلى اكتساب شعبية قد يحتاج إليها في مواعيد انتخابية قادمة.