تونس – تحت شعار “ماريونات، فن وحياة” تلتئم الدورة السادسة لأيام قرطاج لفنون العرائس في تونس في الفترة من 1 إلى 8 فبراير/شباط المقبل، بمشاركة 19 دولة، حيث سيكون الجمهور على موعد مع مئة عرائسي من تونس والعالم يمثلون 20 فرقة أجنبية و8 تونسية.

ويضم برنامج المهرجان الذي ينظمه المركز الوطني لفن العرائس 33 عرضا منها 25 عرضا أجنبيا وعربيا وثمانية عروض تونسية. وتتوزع هذه العروض على 25 عرضا للطفل والعائلة و8 عروض للكهول.

وقالت منية عبيد مديرة المهرجان ومديرة المركز الوطني لفن العرائس في مؤتمر صحفي التأم الاثنين بقاعة المبدعين الشبان بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة “هذا المهرجان ولد كبيرا وما فتئ يتطور إيجابيا من دورة إلى أخرى من خلال تطوير عدد المشاركات وتنوعها”.

واختارت إدارة المهرجان عرضين تونسيين لافتتاح الدورة السادسة وختامها وهما “مسخ” للمخرج أسامة الحنايني الذي سيقدم في حفل الافتتاح و”الخيط” للمخرج حافظ زليط الذي سيقدم في الختام.

وتأتي باقي العروض من الجزائر والإمارات وسوريا والسعودية وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا واليونان والبرازيل وروسيا وإستونيا والنمسا والبرتغال وهولندا ورومانيا وبولندا وجمهورية التشيك.

وسيكون جمهور أيام قرطاج لفنون العرائس على موعد مع العرض قبل الأول للمسرحية العرائسية The Girl with the Little Suitcase للفرقة الألمانية/ اليونانية MERLIN PUPPET THEATRE.

ولأول مرة سينظم المهرجان برنامجا خاصا لأفلام التحريك يضم 10 أفلام تعرض يومي السادس والسابع من فبراير/شباط، وتفتتح فعاليات هذا القسم بعمل تحريكي مدته 8 دقائق وهو الأول من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس ويحمل عنوان “طرف الخيط”. وسيتم عرض هذه الأعمال بمعدل ثلاثة مواعيد يوميا بقاعة صوفي القلي بمدينة الثقافة.

كما يشمل برنامج هذه الدورة 12 ورشة في صنع العرائس وتحريكها وكذلك أربع محاضرات لاستعراض تجارب في فن العرائس من دول مختلفة، ومن التجارب التي سيتم طرحها التجربة البرازيلية مع الفنان باولو برناردو الذي حل ضيفا بتونس منذ أيام وهو يشارك حاليا في تأطير المشاركين في الإقامة الفنية في صناعة العرائس العملاقة، لفائدة طلبة المعهد العالي للفن المسرحي (من 20 إلى 30 يناير/كانون الثاني الحالي)، كما سيتم التطرق إلى موضوع مستقبل فنون العرائس في السعودية.

وستشهد فقرة الماستر كلاس أيضا تخصيص حيز زمني لتقديم كتاب العرائسي الإماراتي عدنان سلوم حول فنون العرائس في التراث العربي. وسيتواصل أيضا قسم عروض الهواة الذي سيشهد تقديم عملين لدار الثقافة باب بحر بصفاقس وعملين لمؤسسة ربع قرن للمسرح من الإمارات المتحدة.

وتقام عروض الدورة بمعدل ستة عروض يوميا في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي، كما أن برنامج التظاهرة يحتوي على معرض عرائسي وتجاري يشارك فيه حرفيون وعرائسيون تونسيون.

وستقام فعاليات هذه الدورة في ثلاثة فضاءات في تونس الكبرى وهي مدينة الثقافة الشاذلي القليبي ودار المسرحي بباردو وقرية sos قمرت. وفي إطار لامركزية العروض ستتنقل عروض أيام قرطاج لفنون العرائس إلى 3 جهات تونسية وهي المهدية (عرضان) والمنستير (عرض) ونابل (ثلاثة عروض) وستشهد محافظة نابل بالمناسبة (وتحديدا مدينة ياسمين الحمامات) إقامة تظاهرة ثقافية عرائسية بالتزامن مع أيام قرطاج لفنون العرائس.

ولفتت منية عبيد إلى أن إقامة عروض خارج العاصمة يأتي تماشيا مع سياسة اللامركزية الثقافية التي تكرسها إدارة المهرجان “وفي إطار العمل الدؤوب للمركز الوطني لفن العرائس على توسيع نشاطه بالجهات من خلال قافلة الماريونات التي تجوب كافة أنحاء البلاد لتكريس هذا الفن وإعادة ألقه”.

والدورة السادسة مهداة إلى روح عبدالحق خمير الذي يعد أحد أبرز مؤسسي مسرح العرائس في تونس. كما يكرم المهرجان أربع شخصيات أخرى هي هالة بن سعد ووسيم مبروك ومختار مرزيقي وطاهر الدريدي.

وأكدت وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي خلال لقاء جمعها بأعضاء الهيئة المديرة لهذه التظاهرة السنوية على أهمية تظاهرة أيام قرطاج لفنون العرائس ودورها في دعم التجربة التونسية في هذا الاختصاص (فن العرائس)، وخلق فضاءات حيوية لها، للتنافس عربيا وأفريقيا وعالميا.

وشددت في الآن نفسه على ضرورة العمل على مزيد تثمين هذا الفن في تونس وإيلائه العناية اللازمة وتطوير موارده وإثراء آليات الفرجة فيه لما يحمله من مضامين قيمة ترتقي بعقل المتقبل وتسهم في تحسين مستوى تعليمه وتثقيفه، بشكل خاص لدى الأطفال والمراهقين.